التجويد

برنامج المادة:

 

الإمام نافع: 

  • اسمه و كنيته: هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي المدني، يكنى أبا رؤيم (تصغير ريم وهو الغزال).
  • أصله و ولادته ووفاته: ولد سنة 70هـ، و أصله من أصفهان أو أصبهان ( بإيران)، وقد توفي نافع بالمدينة المنورة سنة 169 هـ، وقد روي أنه لما حضرته الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا، قال: (فاتقوا الله و أصلحوا ذات بينكم و أطيعوا الله و رسوله إن كنتم مومنين).
  • صفته و مناقبه: كان رحمه الله رجلا أسود حالكا، صبيح الوجه ذا دعابة، و كان طيب أخلاق، قال عنه تلميذه قالون: كان نافع من أطهر الناس خلقا، و من أحسن الناس قراءة، و كان زاهدا جوادا، صلى في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم ستين سنة. كان نافع عالما بوجوه القراءات و العربية، و هو إمام دار الهجرة في القراءة بعد أبي جعفر، و كان إذا تكلم يُشَمُّ من فيه رائحة المسك، فقيل له: أتتطيب كلما جلست للإقراء؟ فقال: لا أمس طيبا و لكني رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في المنام يقرأ في فيّ، فمن ذلك الوقت أشم من فيَّ هذه الرائحة، قال سعيد بن منصور: سمعت مالكا يقول: قراءة أهل المدينة سُنَّة ، قيل له: قراءة نافع، قال نعم. و قال: نافع إمام الناس في القراءة، و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي أي القراءة أحب إليك؟ قال : قراءة أهل المدينة فإن لم يكن فقراءة عاصم.
  • شيوخه: تلقى نافع على عدد من الشيوخ من التابعين وعلى رأسهم 1 – الأعرج بن عبد الرحمن بن هرمز ، 2 – أبو جعفر بن يزيد بن القعقاع المخزومي ، 3 – شيبة بن نصاح – مولى أم سلمة رضي الله عنها - ، 4 – مسلم بن جندب الهذلي ، 5 – أبو روح يزيد بن رومان المدني، وتلقى هؤلاء الخمسة علم القراءات عن ثلاثة من الصحابة وهم: ( أبو هريرة – ابن عباس – عبد الله بن عياش ) رضي الله عنهم ، وقرأ هؤلاء عن أبي بن كعب الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم .
  • تلاميذه : استفاد منه خلق كثير ، حيث أقرأ الناس دهراً طويلاً نيفاً وسبعين سنة ، ومن أشهر من روى القراءة عنه: 1 – مالك بن أنس الأصبحي إمام دار الهجرة ، 2 – أبو عمرو ابن العلاء ( أحد القراء السبعة ) ، 3 – الليث بن سعد الفهمي المصري الفقيه المحدث ، 4 – عيسى بن مينا ( قالون ) ، 5 – عثمان أبو سعيد المصري ( ورش ) .

الإمام ورش: 

  • اسمه و كنيته: هو عثمان بن سعيد المصري، الملقب بورش.
  • أصله و ولادته ووفاته: ولد سنة (110 هـ) عشر ومائة بمصر في الوجه القبلي من أرض الصعيد، و رحل إلى نافع بن عبد الرحمن أبي نعيم، وقد توفي ورش رحمه الله بمصر سنة (197 هـ).
  • صفته و مناقبه: كان أشقر أزرق العينين أبيض اللون قصيرا ذا كدنة هو إلى السمن أقرب منه إلى النحافة ، فقيل : إن نافعا لقبه بالورشان ، لأنه كان على قصره يلبس ثيابا قصارا وكان إذا مشى بدت رجلاه ، وكان نافع يقول : ( هات يا ورشان ! واقرأ يا ورشان ! وأين الورشان ؟ ) ثم خفف فقيل : ورش ، والورشان : طائر معروف وقيل : إن الورش شيء يصنع من اللبن لقب به لبياضه ، ولزمه ذلك حتى صار لا يعرف إلا به ولم يكن فيما قيل أحب إليه منه فيقول : أستـاذي سماني به ) رحل إلى نافع بن أبي نعيم و أخذ عنه مباشرة من غير واسطة، و انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه، قال في النهاية : إنه رحل إلى نافع ابن أبي نعيم ، فعرض عليه القرآن عدة ختمات في سنة ( 155 ) خمس وخمسين ومائة ، و له اختيار خالف به نافعا ، وكان ثقة حجة في القراءة ، قال ابن الجزري : وروينا عن يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا ورش وكان جيد القراءة حسن الصوت ، إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب لا يمله سامعه، وقال النحاس : قال لي أبو يعقوب الأزرق : إن ورشا لما تعمق في النحو وأحكمه اتخذ لنفسه مقرأ يسـمى مقرأ الإمام ورش.

الفرق بين الرواية والقراءة:

كل من أخذ مباشرة عن أحد القراء السبعة يسمى راويا، و كل من أخذوا عن أحد الرواة يسمون أصحاب طرق، فمثلا نافع قارئ أخذ عنه ورش و قالون فيسمى كلاهما راو و نقول: رواية ورش عن نافع و رواية قالون عن نافع، وأخذ عن ورش كل من الأزرق و الأصبهاني فهما إذن طريقان عن ورش، لذا نقول رواية ورش عن نافع من طريق الأزرق و ورش عن نافع من طريق الأصبهاني.

انتشار رواية ورش في المغرب:

تعد رواية ورش إحدى الروايات التي تواتر بها النقل في بلاد المغرب جيلا بعد جيل، وقد اشتهرت هذه الرواية، واعتنى بها المغاربة عناية فائقة، وذلك موازاة مع المذهب المالكي الذي اختاروه مذهبا فقهيا لهم، ولم تقو على مزاحمتها أيّة رواية أخرى أو قراءة، وذلك على الرغم من انفتاح البلاد على سائر القراءات والروايات، وقد أضحت رواية ورش عن نافع، على مر العصور، شعارا للمدرسة القرآنية المغربية، والقطب الذي تستمد منه مختلف العلوم الأصلية والفرعية، والتلاوة الرسمية الوحيدة التي يستند إليها في التعليم والقراءة والدراسة، وغير ذلك… فنافع القارئ الذي أخذ عنه ورش روايته، كان شيخا للإمام مالك رحمهم الله جميعا. فاختيار المغاربة تلاوة كتاب الله تعالى برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق منذ دخولها إلى الأقطار المغربية على أيدي الرواد الأوائل ينسجم مع التزامهم بالمذهب الفقهي المالكي، وكأنهم بذلك يؤكدون التزامهم بأثر النبي صلى الله عليه وسلم وسنته وعمل أهل المدينة، وقد قال مالك عن قراءة نافع: “قراءة أهل المدينة سنة، قيل له: قراءة نافع؟ قال نعم”. وحينما سئل عن حكم الجهر بالبسملة أثناء الصلاة قال: “سلوا نافعا فكل علم يسأل عنه أهله، ونافع إمام الناس في القراءة”.

 
 

الملخص الكتابي:

أولا: تعريفه : التعوذ في اللغة: هو الالتجاء، والاعتصام، والتحصُّن، أما في الاصطلاح: فهو لفظ يتحقق به الالتجاء إلى الله، والتحصُّن والاعتصام به من الشيطان الرجيم، وقد أجمع العلماء أنه ليست من القرآن، ومعناه: اللهمَّ أعِذْني من الشيطان الرجيم.

ثانيا: حكمه: ذهب الجمهورُ من العلماء إلى أن الاستعاذة مطلوبة ممن يريد قراءة القرآن، لكنهم اختلفوا: هل هي واجبة، أم مندوبة؟ فذهب جمهور العلماء وأهل الأداء: إلى أنها مندوبة عند ابتداء القراءة، وحملوا الأمر في قوله – تعالى -: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النحل: 98] على الندب، بحيث لا يأثمُ القارئ إذا تركها، بينما ذهب بعض العلماء: إلى وجوب الاستعاذة عند ابتداء القراءة، وحملوا الأمر في الآية على الوجوب، كما اعتبروا القارئ آثمًا لو تركها، والراجح هو: استحباب التَّعوُّذ عند ابتداء القراءة.

ثالثا: صيغتُه: للتعوذ صيغة مختارة لجميع القراء، وهي: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)؛ لأنها الصيغةُ التي جاءت في القرآنِ الكريم في سورة النحل؛ حيث يقول الله – تعالى: ﴿ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [النحل: 98]، ويجوز التعوُّذُ بغير هذه الصيغة، نحو: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم)، ونحو: (أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم)، ونحو: (أعوذ بالله العظيم، وبوجهِه الكريم، وسلطانِه القديم، من الشيطان الرجيم)، وكلُّ هذه الصيغ جائزةٌ للقارئ بشرط: أن يصحَّ ذلك في حديث صحيحٍ عن رسول الله (ﷺ).

رابعا: أحوالههناك حالتان اثنتان للتعوذ، هما: 1- حالة يُجهر بها فيه. 2- حالة يُسَرُّ بها فيه.

ففي حالة الجهر به: يستحبُّ للقارئ الجهر بالاستعاذة في مواطن، وأما في حالة الإسرار بها: فيستحبُّ للقارئ الإسرارُ بالاستعاذة.

أوجهه: للاستعاذة مع البسملة أربعة أوجهٍ جائزة للقارئ، إذا ابتدأ القراءة من أوَّل السورة، في جميع القرآن – ما عدا سورة براءة (التوبة) – وهذه الأوجه الأربعة هي:

  • الوقف على الجميع: أي الوقف على الاستعاذةِ، ثم الوقف على البسملة، ثم الابتداء بأول السورة، فإذا أراد القارئ أن يشرَعَ في القراءة، فيجوز له أن يقفَ على الاستعاذة، ثم يقف على البسملة، ثم بعد ذلك يبتدئُ بأول السورة، وهو أفضلُها.
  • وصل الاستعاذة بالبسملة، وقطعهما عن أوَّل السورة: أي يقرأ الاستعاذة، ثم يصِلُها بالبسملة ويقفُ عليهما، ثم يبتدئ بأوَّل السورة.
  • قطع الاستعاذة عن البسملة، ووصل البسملة بأول السورة: أي يبتدئُ بالاستعاذة ويقف عليها، ثمَّ يصل البسملة بأوَّل السورة التي يريد أن يقرَأَها.
  • وصل الجميع: أي وصل الاستعاذة بالبسملة بأوَّل السورة.

الملخص الكتابي:

أولا: معنى البسملة: 

البسملة هي قولك " بسم الله الرحمن الرحيم " وهي مصدر من بسمل كقولنا: حوْقل إذا قال: "لا حول و لا قوة إلا بالله"؛ و حمْدل إذا قال: "الحمد لله"؛ و حسبل إذا قال: " حسبي الله ونعم الوكيل"، و هيلل إذا قال: " لا إله إلا الله "، وهي لغة مولدة أريد بها الاختصار فيعبر بالكلمة الواحدة عن الكلمتين أو أكثر. وللبسملة مواضع وهي إما أن تأتي في أول السورة أو في أثنائها أو بين السورتين.

ثانيا: مواضع البسملة:

1) أوائل السور: اتفق القراء على الإتيان بالبسملة عند الابتداء بأول كل سورة ، وهذا الحكم عام في كل سورة من سور القرءان إلا براءة (سورة التوبة)، فلا خلاف بينهم في ترك البسملة عند الابتداء بها رواية وخطّاً، وأما عن سبب عدم ورود البسملة في أول سورة التوبة فقد رُوي عن ابن عباس أنه سأل عليا رضي الله عنهم: " لم لم تكتب البسملة في أول براءة ؟ " فقال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان و براءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان، يعني أنها نزلت بنقض العهود التي كانت بين النبي عليه الصلاة والسلام وبين المشركين.

2) أواسط السور: و المراد بالأواسط هنا ما كان بعد وسط السور، و تسمى بالأجزاء، فلنا الإتيان بالبسملة أو تركها، و لا نصل البسملة بآية توهم للسامع معنى قبيح مثل :

بسم الله الرحمن الرحيم ـــــــــــ لا نصل ـــــــــــ الشيطان يعدكم الفقر

3) بين السورتين : لنا في ذلك ثلاثة أوجه، كلها جائزة ومقروء بها ما عدا سورة براءة، وهي الأول: السكت - الثاني: الوصل الثالث: البسملة

- الســـكت: هو أن يسكت على آخر الكلمة من السورة الأولى زمنا دون زمن الوقف عادة من غير تنفس. - الوصـــل: هو أن تصل آخر السورة الأولى بأول السورة الثانية كآية واحدة من غير وقف ولا سكت. - البسملة: هو أن تأتي بالبسملة بين السورتين، ولها أوجه ثلاثة جائزة والرابع ممتنع باتفاق أهل الأداء.

أ) أوجه قراءة البسملة بين السورتين (كل السور عدا التوبة):

*| وصل الجميع: أي وصل آخر السورة الأولى بالبسملة ثم بأول السورة الثانية كآية واحدة:

آخر السورة الأولى ـــــــــــ وصل ـــــــــــ البسملة ـــــــــــ وصل ـــــــــــ أول السورة الثانية

*| فصل الجميع : أي الوقف على آخر السورة الأولى ثم الوقف على البسملة ثم قراءة أول السورة الثانية:

آخر السورة الأولى ـــــــــــ فصل ـــــــــــ البسملة ـــــــــــ فصل ـــــــــــ أول السورة الثانية

*| فصل الأول ووصل الثاني: أي الوقف على آخر السورة الأولى ووصل البسملة ببداية السورة الثانية:

آخر السورة الأولى ـــــــــــ فصل ـــــــــــ البسملة ـــــــــــ وصل ـــــــــــ أول السورة الثانية

*| وصل الأول وفصل الثاني: ومنع هذا الوجه لان البسملة لأوائل السور و ليس لأواخرها وكي لا يتوهم السامع أنها آية لأخر السورة.

آخر السورة الأولى ـــــــــــ وصل ـــــــــــ البسملة ـــــــــــ فصل ـــــــــــ أول السورة الثانية

فهذا وجه لا يجوز عند جميع القراء.

ب) أوجه قراءة البسملة بين السورتين (بين الأنفال والتوبة):

للوصل بين الأنفال والتوبة ثلاثة أوجه لجميع القراء وهي: الأول: السكت - الثاني: الوصل - الثالث: الوقف.

فــــــوائد:

- السكت يكون بين السورتين كانتا مرتبتين كآخر البقرة و أول آل عمران، أو غير مرتبتين كآخر الأعراف و أول يوسف لكن يشترط أن تكون الثانية بعد الأولى في الترتيب المصحفي، فان كانت قبلها كان وصل آخر الأحزاب بأول مريم مثلا، تعين الإتيان بالبسملة، و لا يجوز سكت و لا وصل، كذا لو وصل آخر السورة بأولها، كمن كرر سورة الإخلاص ثلاث مرات، فإن البسملة تكون متعينة، و تتعين كذلك إن وصل آخر الناس بأول الفاتحة فالبسملة لجميع القراء.

- يجوز السكت – وهو المقدم في الأداء – و الوصل و الوقف بين آخر الأنفال وأول براءة، و هذه الوجوه الثلاثة جائزة بين التوبة و أي سورة أخرى، شرط أن تكون قبلها كآخر الأنعام مع أول التوبة مثلا، أما إذا كانت السورة بعد التوبة في التلاوة، كأن وصلت آخر النحل بأول التوبة، فالظاهر تعيين الوقف و امتناع السكت و الوصل، كذا إن وصلت آخر التوبة بأولها.

الملخص الكتابي:

سنترق في هذا الدرس إلى أحكام النون الساكنة والتنوين، وفيه مسائل متعلقة بهما، ولذلك لم يهمله أحد ممن ألف في علم التجويد لكثرة دور مسائله.

والنون الساكنة هي النون الخالية من الحركة وتكون في الأسماء نحو: ﴿أنعام﴾ والأفعال نحو: ﴿ينهون﴾ والحروف نحو: ﴿عن﴾، وتثبت في اللفظ والخط وأما التنوين فهو نون ساكنة زائدة تلحق الإسم بعد كماله، وتفصله عما بعده، ولذلك لم تظهر في الخط، وإنما في اللفظ فقط نحو: ﴿أسماءٌ﴾ ﴿أسماءً﴾ ﴿أسماءٍ﴾. والفرق بين النون والتنوين أن النون تُرسم في الخط، والتنوين لا يُرسم، كما أن النون أصلية، والتنوين زائد، جرت عادة الناس أن يرسموه حركةً في الرفع والجر، ويرسموه ألفاً في حال النصب لأن الألف أخف من الياء والواو، ولأنه هوائي، ليس له مخرج محقق يعتمد عليه. وأحكام النون الساكنة والتنوين أربعة هي: 1. الإظهار  2. الإدغام 3. القلب 4. الإخفاء، ويتحدد كل حكمٍ من الاحكام الاربعة بحسب ما يأتي بعد النون الساكنة والتنوين من حروف.

الحكم الأول: الحكم الثاني من أحكام النون الساكنة والتنوين هو الإظهار، ويكون عند حروف الحلق الستة، وحقيقة الإظهار في النون الساكنة والتنوين بأن تخرج من مخرجها من غير غنة، وذلك عند حروف: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء،وهي مجموعة في أوائل الكلمات التالية أخي هاك علما حازه غير خاسر.}، وعلة إظهار النون الساكنة والتنوين عند هذه الحروف هو التباعد، وهذه أمثلة الإظهار:

• فالهمزة نحو: ﴿ينئون﴾ ولا ثاني له و﴿كل ءامن﴾. • والهاء نحو: ﴿ينهون﴾ و﴿جرف هار﴾. • والعين نحو: ﴿أنعمت﴾ ﴿عذاب عظيم﴾. • والحاء نحو: ﴿وانحر﴾ و﴿عليم حكيم﴾. • والغين نحو: ﴿فسينغضون﴾ ولا ثاني له و﴿إله غيره﴾. • والخاء نحو: ﴿المنخنقة﴾ ولا ثاني له، و﴿عليم خبير﴾.

الحكم الثاني: الحكم الأول من أحكام النون الساكنة والتنوين هو الإدغام ويكون في هجاء: (رل) و(يوم) ولم يذكر الناظم مسألة إدغام النون الساكنة والتنوين عند حرف النون، وهو اختيار أبي عمرو الداني باعتبار أن إدغامهما في النون سببه التماثل، لا التجانس والتقارب كما في هذا الباب. ثالثا: إدغام النون الساكنة والتنوين على قسمين:

1. إدغام دون غنة: ويسمى كاملا، ويكون في هجاء (رل)، نحو ﴿فإن لّم﴾ و﴿هدى لّلمتقين﴾ و﴿من رّزق﴾ و﴿ثمرة رّزقا﴾، فتبدل النون والتنوين لاماً عند اللام، وراءً عند الراء، ويدغمان فيهما فيصيرا حرفا واحدا مشددا من غير غنة. 2. إدغام بغنة: ويسمى ناقصا، ويكون في هجاء (يوم)، نحو: ﴿من يّفعل﴾ ﴿يومئد يّفرح﴾ ﴿من وّلي وّلا نصير﴾ ﴿من مّاء﴾ ﴿مثلا مّا﴾، تبدل النون والتنوين ياء عند الياء وواوا عند الواو وميما عند الميم وتدغم فيها فيصيران حرفا واحدا مشددا مع إبقاء الغنة.

رابعا: يمنع الإدغام في حالة اجتماع النون الساكنة بأحد حروف الإدغام في كلمة واحدة، ولم يقع منه في القرآن إلا أربعة ألفاظ: ﴿قنوان﴾ و﴿صنوان﴾ و﴿بنيان﴾ و﴿الدنيا﴾، ومعنى ذلك أن إدغام النون الساكنة في حرف الإدغام لا يكون إلا إذا كانت النون في آخر الكلمة الأولى وكان حرف الإدغام في أول الكلمة الثانية، فإن اجتمعا في كلمة واحدة فلا إدغام، والعلة في ذلك خوف أن يشتبه اللفظ من هذا النوع إذا أدغم ما أصله التضعيف، فيحصل الالتباس في المعنى.

الحكم الثالث: الحكم الثالث للنون الساكنة والتنوين هو القلب وهو في اللغة عبارة عن تحويل الشيء عن وجهه، وحقيقته في اصطلاح القراء أن تقلب النون الساكنة ميما، وذلك في نحو ﴿أن بورك﴾ و﴿عليم بذات﴾ و﴿أنبئهم﴾، وسبب قلب النون الساكنة ونون التنوين ميما عند الباء صعوبة الإظهار والإدغام في اللفظ، وإنما قلبوهما ميما ساكنة طلبا للتخفيف، واختصت الميم بالقلب دون غيرها من سائر الحروف، لأنها تشارك الباء في المخرج، وتشارك النون في الصفة، وهي الغنة.

ويتحقق الإقلاب بالنطق بالحرف على صفة بين الإدغام والإظهار بتقليل الاعتماد على المخرج فيكون على شكل تلامس خفيف بين الشفتين .

الحكم الرابع: الحكم الرابع من أحكام النون الساكنة والتنوين هو الإخفاء، ويكون عند بقية الحروف الخمسة عشر، وهي ما تبقى من الحروف الهجائية، جمعها الإمام الجمزوري في أوائل كلمات هذا البيت:

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما --- دم طيبا زد في تقى ضع ظالما

ومعنى الإخفاء في اللغة: الستر، وأما في اصطلاح القراء نطق الحرف بين الإظهار والإدغام عار من التشديد مع بقاء الغنة، وعلامة ذلك أن لا يلتصق اللسان باللثة كما في الإظهار. وسبب إخفاء النون الساكنة والتنوين عند حروف الإخفاء الخمسة عشر تعذر الإظهار والإدغام فيهما، فأعطوها حكم الإخفاء، وهو حالة بين الحالتين، لا تشديد فيه. وهذه أمثلة حكم الإخفاء عند حروفه على ترتيبها:

1. فعند الصاد نحو: ﴿ينصركم﴾ و﴿عملا صالحا﴾. 2. وعند الذال نحو: ﴿من ذهب﴾ و﴿وكيلا ذرية﴾. 3. وعند الثاء نحو: ﴿من ثمرة﴾ و﴿قولا ثقيلا﴾. 4. وعند الكاف نحو: ﴿منكم﴾ و﴿كتاب كريم﴾. 5. وعند الجيم نحو: ﴿أنجينا﴾ و ﴿خلقا جديدا﴾. 6. وعند الشين نحو: ﴿فمن شهد﴾ و﴿عبدا شكورا﴾. 7. وعند القاف نحو: ﴿ينقلب﴾ و﴿شيء قدير﴾. 8. وعند السين نحو: ﴿من سوء﴾ و﴿رجلا سلما﴾. 9. وعند الدال نحو: ﴿أندادا﴾ و﴿كأسا دهاقا﴾. 10. وعند الطاء نحو: ﴿وانطلق﴾ و﴿قوما طاغين﴾. 11. وعند الزاي نحو: ﴿أنزلنا﴾ و﴿صعيدا زلقا﴾. 12. وعند الفاء نحو: ﴿من فضل﴾ و﴿خالدا فيها﴾. 13. وعند التاء نحو: ﴿كنتم﴾ و﴿جنات تجري﴾. 14. وعند الصاد نحو: ﴿ينصركم﴾ و﴿عملا صالحا﴾. 15. وعند الظاء نحو: ﴿من ظهير﴾ و﴿ظلا ظليلا﴾.

ولا خلاف بين القراء في إخفاء النون الساكنة والتنوين مع الغنة عند هذه الحروف سواء اتصلت بهن النون في كلمة أو انفصلت عنهن. ثامنا:

فائدة لطيفة:

  1. للإمام ورش في نون ﴿يس والقرءان﴾ في حالة الوصل الإدغام وجها واحدا بلا خلاف، وله في ﴿ن والقلم﴾ الوجهان، الإدغام والإظهار وهو المقدم في الأداء والرواية، قال الشيخ السملالي الكرامي في تحصيل المنافع: «وجاء عن ورش في هذين الموضعين ثلاثة أقوال: الإظهار فيهما معا للاصبهاني، الإدغام فيهما لعبد الصمد، والثالث لأبي يعقوب بالتفصيل، الإظهار في ﴿ن والقلم﴾، والإدغام في نون ﴿يس والقرءان﴾، وهذا هو المشهور عن ورش»تحصيل المنافع للكرامي: 193
  2. باب أحكام النون الساكنة والتنوين على وضوح معالمه وسهولة مسالكه، لا يضبط إلا بالمشافهة، ولا يتقن إلا بالأخذ من أفواه المتقنين الحُذّاق، والمجودين النقّاد.

بَابُ مِيمِ الجَمْعِ

أهداف الدرس:

  • التعرف على ميم الجمع 
  • التعرف على الحروف التي تكون قبلها 
  • التعرف على حالاتها وأحكامها

 

أولا : تَعْرِيفُ مِيمِ الجَمْعِ

   هي الميم الزائدة الدالة على جماعة الذكور حقيقة أو تنزيلا، وتلحق الأسماء نحو:(رُسُلُهُـمْ ، أَنفُسَكُـمْ)، والأفعال نحو: ( ءَانذَرْتَهُـمْ ، يُمَتِّعْكُـمْ )، والحروف نحو: (عَلَيْهِـمْ ، إِلَيْكُـمْ ، أَنتُـمْ).  

   خرج بالزائدة: الميم الأصلية نحو (الله يعلـمُ )، وخرج بالدالة على جماعة من المذكرين ما دل على المثنى نحو: ( ارْحَمْهُمَا ).

   ومعنى حقيقةً، أي ما كان الجمع فيه حقيقيا كقوله تعالى ( عَلَيْكُمُ أَنفُسَكُمْ)، وأما تنزيلا فمعناه ما كان خطابا لواحد نزلته منزلة الجماعة تعظيما له، منه قوله تعالى (عَلَى خَوْفٍ مِن فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِـمُ أَن يَفْتِنَهُم)، والضمير في (مَلَائِهِــمْ) يعود على فرعون، وجاء بصيغة الجمع على ما هو معتاد في خطاب العظماء.

ثانيا:  الحُرُوفُ التِي تَكُونُ قَبْلَ مِيمِ الجَمْعِ

   الواقع قبل ميم الجمع هو أحد أربعة أحرف: الكاف، والتاء، والهمزة، والهاء، لا غير. فأما الكاف والتاء والهمزة إذا وقعن قبلها، فلا يجوز فيهن غير الضم، تحرك ما قبلهن أو سكن أو كان ياء، لأنه الأصل الذي بني عليه،

  • فالكاف نحو (أَنفُسَكُمْ ، عَلَيْكُمْ ، فِيكُمْ)
  • والتاء نحو (كُنتُمْ ، عَلِمْتُمْ ، ءَامَنتُمْ)،
  • والهمزة جاءت في موضع واحد في سورة الحاقة قوله تعالى: (هـَـــــاؤُمُ اقْرَءُوا).
  • أما الهاء إذا جاء قبلها كسرة أو ياء فهي مكسورة على الإتباع لهما، ومثال الكسرة نحو(عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ )، ومثال الياء نحو (يَهْدِيهِمْ)، فإن وقع قبلها فتح أو ضم أو سكون، فهي مضمومة. 

ثالثا: حَالَاتُهَا وَأَحْكَامُهَا

   تأتي ميم الجمع في القرآن الكريم على أربع حالات وهي :

  •   الحالة الأولى: إذا كانت قبل همزة القطع، فإن حكمها الضَّمُّ مع الصلة بواو تمد مدا مشبعا عند ورش، قال الإمام ابن بري رحمه الله:

وَصَلَ وَرْشٌ ضَمَّ مِيمِ الْجَمْعِ     إِذَا أَتَتْ مِنْ قَبْلِ هَمْزِ القَطْعِ

   ومثالها في كتاب الله تعالى : (عليهـمُ  ءَانذرتم)[ البقرة: 6]، و (منهـمُ أُميون) [البقرة: 78]، و (إن كنتـمُ إِياه تعبدون)[ البقرة:172]. ووجه صلتها بالواو عند همزة القطع في الوصل لكي يتقوى على إخراج الهمزة لأنها حرف شديد.

  1.   الحالة الثانية: إذا كانت قبل همزة الوصل، يضمها ورش من غير صلة كقوله تعالى : ( بهـمُ الاسباب)[ البقرة: 166]، و (كتب عليكـمُ الصيام)[البقرة: 183].
  2. الحالة الثالثة: إذا وليها ضمير متصل، تُضَمُّ لكل القراء مع صلتها بالواو، ومثالها قوله تعالى (أَنُلْزِمُكُمُوهَا)[هود: 28]، وقوله : (فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ)[ الحجر: 22].
  3.   الحالة الرابعة: إذا جاء بعدها باقي حروف الهجاء، فإن تسكن كقوله تعالى : (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)[الفاتحة:7].

   وإذا وقف القارئ على ميم الجمع فإنه يقف بالإسكان بلا خلاف.

تعريف هاء الضمير

(هاء الكناية) : وتسمى كذلك بهاء الضمير هي الهاء الزائدة التي يكنى بها المفرد (الواحد) المذكر الغائب، والمـــــــراد بـــها : الإيـجــاز والاخـــتـصـار، فخرج بقولنا: (الزائدة ) الهاء الأصلية في الكلمة نحو : "نفقـــه" ؛ "ينتــــه"، وخرج بقولنا: (المفرد ) الهاء التي للمثنى والجمع نحو: "عليهما" ؛ "عليهم"، كما خرج بقولنا: ( المذكر) الهاء التي للمؤنث نحــو: "تحتها"؛ "فأجاءها"، ويمكن أن نتأكد من أن الهاء زائدة بصحة إحلال الكاف أو الياء مكانها نحو: "صاحبــه: صاحبـك، صاحبــي"

- تتصل هاء الكناية بالأسماء والأفعال والحروف، نحو: " قال لَـ(ـهُ و ) صَاحبـُ(ــهُو) وَهو يحاورُ(هُ و )" (الكهف: 37 )
- تجلى فائدة دراسة هذا الباب في معرفة الشروط التي توصل بها هاء الضمير في رواية ورش لورش – رحمه الله- . – حركــــــتـها: الأصل في حركة هاء الكناية: الضـــــــــمّ مع الصلة بواو؛ والكـــسر عارض إذا جاءت بعد كسر (نحو: لرسولِـــهِ )أو ياء ساكنة (نحو: عليْــــهِ ؛ فيـــهِ ) فتكسر الهاء حينئذ طلبا للخفة وللمشاكلة (أي المناسبة)، فالضمة تقوية للهاء لأنها حرف واحد ضعيف خَــفي فمُدّ لتكثير حروفه بالواو ِحالة الضم وبالياء حالة الكسر، قال ابن بري – رحمه الله - أيضا في الدرر اللوامع:
واعْلمْ بأن صلة الضمير *** بالـــواو أو بالياء للتكثير

حكم هاء الكناية:

يصل الإمام ورش هاء الضمير  بالصلتين وهما : - الواو إن كانت الهاء مضمومة نحو : "كـلّ لـَهُو قَـــٰـنـتـون" (ااـروم : 26 ) و الياء إن كانت الهاء مكــسورة نحو : "من بيتِهِيمُهــــاجرا" (النساء : 100 )، بشرط أن تقع بين حركتين (حالا).

- عند الصلة إما أن يكون ما بعدها حرف الهمز فتمد بالصلة الكبرى وتكون من قبيل المد المنفصل؛ نحــــــــــو: " يحسِب أنَّ مالـــَــــــهُ~و أَخلــده" (الهمزة:3)، "طَــعَــــامِــهِي~ إنَـّـا صببـــنا " (عبس : 25 - 26)، أو يكون ما بعدها حرف غير الهمز فنمد بالصلة الصغرى وتكون من قبيل المد الطبيعي ؛ نحـــو: " لــــــــــهُو مَا في السمــٰـوٰت "(البقرة : 255 ) " وأمــــــــــهِ ي وَ أبـــــــــيــــــه ِ"(عبس : 35 )

الاستــثــنـــاء:

يستثنى لورش – رحمه الله – كلمة واحدة وهي " يرضهُ لـَـكم " وردت بسورة الزمر:7، يقرأها بحذف الصلة على أصلها قبل الجزم حيث أن أصلها " يرضــــاه لكم ".

فحقيقة الهاء واقعة بين سكون وحركة ولكن لدخول الجازم "إنْ "جزم الفعل بحذف الألف وأصبحت الكلمة- يرضَـهُ لَكم- بهاء ضمير بين حركتين في الحال، قال ابن بري– رحمه الله - في هذا الاستثناء:

ونافع بقصر يرضه قـــــــضى *** لثقل الضـــم وللذي مــــــــضى

ملاحـظة:

هاء ( هَــٰـذه) ليست بهاء ضمير وإنما هي مبدلة من ياء والأصل فيها (هَــٰـذي) وتذكر ضمن هذا الباب لمشاركتها في حكم إثبات الصلة وحذفها.

  • وحكمها أن توصـل بياء إن وقعت قبل متحرك نحو: (هَــٰـذه ي نـَـاقـة) (الأعـراف : 73 ) بالصلة الصغرى، (هَــٰـذه ي~إيمانا ) (التوبــة : 124 ) بالصلة الكبـــرى.
  • كما أنها تحذف صلتها إن أتى بعدها ساكـــــــــن نحو: (هَــٰـذه الْحـيـوٰة الدنيا) (طه : 72 )، وقال ابن بري– رحمه الله - في هاء (هَــٰـذه):
وهاءُ (هَــٰـذه) كهاء ِ المضْمَر *** فوصلُها قبلَ محـــرَّكٍ حَــرِ
 درســـ المــدود  تعريف المد : المد لغة : الزيادة و الإطالة ومنه قوله تعالى (ويمددكم بأموال و بنين) والمد اصطلاحا: إطالة الصوت بحرف من حروف المد و اللين بحركتين أو بزيادة عن حركتين عند وجود سبب   تعريف القصر : القصر لغة: الحبس و المنع ومنه قوله تعالى ( حور مقصورات في الخيام) والقصر اصطلاحا : قصر الصوت أي عدم اطالته بحرف من حروف المد و اللين لعدم وجود سبب.   حروف المد : ـ الألف ولا تكون إلا ساكنة ولايكون ما قبلها إلا مفتوحا (هذه الألف مجردة ا) نحو {قال} كما في قوله تعالى { قـالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ } سورة الكهف الاية 34 ومثل {يغشى} كما في قوله تعالى {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَـى} (سورة الليل الآية: 1) وتخرج بتباعد الفكينـ الواو الساكنة المضموم ما قبلها نحو {يقول} كما في قوله تعالى {يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} (سورة القيامة الآية: 10)... وتخرج بضم الشفتين  ـ الياء الساكنة المكسور ما قبلها نحو {قيل} كما في قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ} (سورة المرسلات الآية: 48) .. وتخرج بانخفاض الفك السفلى  حروف المد مجموعة بشروطها في كلمة نُـوحِـيـهَـا، ويجمعهم لفظ ( واي ) في قول صاحب التحفة  حروفه ثلاثة فعيها من لفظ واي وهي في نوحيها حرفي اللين : هما الياء والواو الساكنتين المفتوح ما قبلهما - نحو {بيت} كما في قوله تعالى {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ} (سورة الذاريات الآية: 36)  ـ نحو {خوف} كما في قوله تعالى {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} (سورة قريش الآية: 4) . قال صاحب التحفة :  واللين منها الياء وواو سكنا إن انفتاح قبل كل أعلنا  حرفى اللين : تخرج من مخرج محقق ولا يمتد بها الصوت من مكان نطق الحرف الممدود ولكن حروف المد : مخرجها مقدر وتسبق باشباع حركة ماقبلها التى من جنسها    مقدار المــــــــــــــــد :
  • القصر : حركتين (مقدار الف )
  • فويق القصر : 3حركات (ألف ونصف)
  • التو سط في المد: 4 حركات (الفان)
  • فويق التوسط : 5حركات ( الفان ونصف)
  • الاشباع :6 حركات ( 3ألفات)  تقدير زمن الحركة : زمن الحركة يكون حسب مرتبة القراءة التي نقرأ بها ويختلف من شخص لآخر أقسام المد: المد : ينقسم الى قسمين : المد الطبيعى ( الأصلى ) .. والمد الفرعى 
المد الطبيعي الأصلي : وهو الذي لا تقوم ذات الحرف إلا به و لا يتوقف على سبب من همز أو سكون ..  نحوالَ لَهُ صاحِبُهُ } كما في قوله تعالى {قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوّاكَ رَجُلاً} سورة الكهف الاية 37، نحو {وقـولـوا قولاً سديـداً} كما في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا} ( سورة الأحزاب الآية:70) . نحو : {أتجـادلـوننـي} كما في قوله تعالى { أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ } [ الأعراف:71] وَالْمَـدُّ أَصْلِـيٌّ وَ فَرْعِـيٌّ لَــهُ وَسَــمِّ أَوَّلاً طَبِيعِـيًّـا وَهُـــو  مَا لاَ تَوَقُّـفٌ لَـهُ عَلَـى سَبَـبْ وَلا بِدُونِـهِ الحُـرُوفُ تُجْتَـلَـبْ  بلْ أَيُّ حَرْفٍ غَيْرُ هَمْزٍ أَوْ سُكُونْ جَا بَعْـدَ مَـدٍّ فَالطَّبِيعِـيَّ يَكُـونْ    ألقاب المد الطبيعي :  ـ المد الطبيعي : سمي طبيعيا لأن صاحب الفطرة أي الطبيعة السليمة لا يزيده و لا ينقصه عن قدره ـ المد الاصلي : لأنه اصل لكل المدود ـ المد الذاتي : لأن ذات الحرف لاتقوم إلا به ـ مد الصيغة : لأن صيغة حرف المد لا تقوم إلا عليه شروط المد الطبيعى : 1. أن يوجد حرف من حروف المد الثلاثة بشروطها  2. أن يكون ثابتا وصلا ووقفا .. ( المدينة )... هذا المد ثابت وصلا ووقفا ولم يتغير المد  3. أن لايتوقف على سبب من همز او سكون    أقسام المد الطبيعي : ـ المد الطبيعى الكلمي : أن يأتى حرف المد فى كلمة نحو يَسْأَلُونَكَ كما في قوله تعالى { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسهَا }سورة التكوير الاية 42 ـ المد الطبيعي الحرفي : هو ما كان في حرف من الحروف الهجائية التي افتتحت بها فواتح بعض سور التنزيل وينحصر المد في خمسة أحرف مجموعة في لفظ (حي طهر) وهي الحروف التي هجاؤها على حرفين ثانيهما حرف مد حا - يا- طا - ها – را ملحقات المد الطبيعي: 1. مد صلة هاء الكناية (الصلة الصغرى)  التعريف : هو صلة هاء الكناية بواو مدية إذا كانت مضمومة وبياء مدية إذا كانت مكسورة ووقعت بين متحركين إلا أن يكون بعدها همزة قطع فتكون صلة كبرى وتلحق بالمد الفرعي تعريف هاء الكناية : هي الهاء الزائدة المكنى بها عن المفرد المذكر الغائب وتوصل بياء مدية إذا كانت مكسورة وواو مدية إذا كانت مضمومة بشرط أن تقع بين متحركين أمثلته: "إنه هو" - " به خبيرا" " له صاحبه " - " بإذنه يعلم "، فالهاء في الأمثلة متحركة ومتحرك ماقبلها وما بعدها ملاحظة : ما يلحق بهاء الكناية  الهاء الثانية من اسم الاشارة "هذه" تعامل الهاء الثانية من "هذه " معاملة مد الصلة الصغرى إذا لم يقع بعدها همزة قطع  مثال " هذه جهنم " فتوصل بياء لفظية في الوصل إذا وقعت بين متحركين نحو قوله تعالى : " هذه بضاعتنا ردت إلينا "سورة يوسف وتحذف الصلة وصلا عند التقاء الساكنين نحو "عن هذه الشجرة " ملحوظة: سمي مد الصلة الصغرى من ملحقات المد الطبيعي لانه اختل فيه شرطين من شروط المد الطبيعي وهما : 1 حرف المد ليس اصليا 2 انه يثبت في الوصل فقط دون الوقف أسئلة الدرس : استخرج من سورة التحريم: 1. ثلاث امثلة لمد طبيعي توفرت فيه جميع الشروط ؟ 2. ثلاث امثلة لمد الصلة الصغرى ؟

توصيف المادة:

عني القرءان الكريم بالحفظ في الصدور قبل السطور فكان بصدور رجال تصدروا لهذا الأمر بحفظه وإقرائه في كل طبقة من طبقات الأمة، بدءاً من عصر الصحابة رضوان الله عليهم جميعا الذين تلقوه من سيدنا رسول الله ﷺ فنقلوه إلى التابعين ثم قام جم كبير من التابعين من الحفاظ بنقله إلى تابعي التابعيين فبرز رجال شموس سهروا ليلهم وشدوا العزم وأعلوا الهمم وتجردوا للقراءة وزادت عنايتهم بها وتصدروا لها حتى صاروا أئمة أعلاما واشتهروا بين الأنام. من بين الأئمة القراء الذين تواترت قراءاتهم والتي توفرت فيها الثلاثة الأركان، من صحة السند وتواتره إلى رسول الله ﷺ وموافقة للرسم العثماني واللغة العربية، والتي تلقتها الأمة بالقبول هم سبعة قراء، قال عنهم الإمام الشاطبي ومن بين البدور السبعة الإمام نافع الذي روى عنه الراوي ورش الذي سنتدارس أصول روايته من طريق الأزرق  جميعا وجزاهم عنا خير الجزاء عن نقلهم لنا القرءان عذبا وسلسلا.

أهداف المادة :

تتلخص أهم أهداف تدريس مادة التجويد في أن يتمكن الطلبة من قراءة القرآن الكريم قراءة تراعي قواعد وأصول القراءة برواية ورش عن الإمام نافع المدني، ولذلك اعتمد المعهد على توزيع المادة العلمية على سنتين دراسيتين، حتى تعم الاستفادة وتتحق الأهداف والكفايات التربوية. كما تتلخص أهداف المادة في صون اللسان عن اللحن عند الأداء، وتقويم إعوجاج اللسان، وتدريبه على النطق باللغة العربية الفصحى، وفي هذا إحياء لها، والمساعدة على حسن تدبر معاني كتاب الله سبحانه، والتفكر في آياته، والتبحر في مقاصده.

المراجع المعتمدة:


الأستاذ
يونس بوراس