أمير المؤمنين، جلالة الملك يوجه رسالة سامية إلى المجلس العلمي الأعلى بشأن إحياء ذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم

وجه أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رسالة سامية إلى المجلس العلمي الأعلى بشأن إحياء ذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم .

وفي ما يلي نص الرسالة الملكية السامية، التي تلاها بالرباط يومه الاثنين 22 ربيع الأول 1447هـ الموافق لـ 15 سبتمبر 2025م، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق :
” الحمد لله رب العالمين، والصـلاة والسـلام علـى الرسـول الأميـن، وعلـى آلـه وصحابتـه الأكرميـن.

السيـد الأميـن العـام للمجلـس العلمـي الأعلـى،

يسعدنا أن نبلغكم أننا، من موقع ما أناطه الله بنا من حماية الدين بمقتضى إمارة المؤمنين، قد قررنا أن نوجه إليكم هذه الرسالة في موضوع ما ينبغي أن يقوم به العلماء، في ربوع مملكتنا الشريفة، برسم إحياء المناسبة الجليلة التي تحل بالعالم هذه السنة، ألا وهي ذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، وهو المبعوث رحمة للعالمين.

حيث يتعين على مجلسكم القيام لهذه الغاية بأنشطة علمية وإعلامية تكون في المستوى الذي يثلج صدرنا وصدر المغاربة، وهم جميعا على المحبة الأكيدة الصادقة للجناب النبوي المنيف، وبهذا الصدد نود الإشارة عليكم بمحاور تندرج في هذا الاتجاه:

أولا: إلقاء الدروس والمحاضرات وتنظيم الندوات العلمية في المجالس والمدارس والجامعات والفضاءات العامة، والقيام بالتواصل الإعلامي الرصين للتذكير والمزيد من التعريف بالسيرة النبوية الغراء وذلك بأسلوب يناسب العصر ويمس عقول الشباب خاصة، مع التركيز على أن أعظم ما جاء به صلى الله عليه وسلم، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، هو دين التوحيد، وهذا الإحياء مناسبة سانحة للعلماء لكي يُبيِّنوا للناس أن الترجمة الأخلاقية للتوحيد، في عصرنا، والتي يمكن أن يفهمها الجميع، هي تربية الأجيال على التحرر في حياتهم الفردية والجماعية من الأنانية؛

ثانيا: القيام بأنشطة مماثلة، على نطاق واسع، شكرا لله تعالى على أن جعل إمامة هذا البلد من ذريته صلى الله عليه وسلم، حافظة لعهده، جارية على سُنَنِه، خادمة وحامية لما نزل عليه من الهدي وما شخّصه من الشمائل بمثاله وإسوته؛

ثالثا: القيام بما يناسب المقام شكرا لله تعالى على ما هدانا إليه في مقام وراثة إمارة المؤمنين، الأمر الذي أهّلنا للحرص على توفير الشروط المثلى لأفراد أمتنا حتى يقوموا بكل ما يرضي الله من رعاية شئون الدين الذي جاء به جدنا النبي الأكرم، سواء على سبيل العبادة أو على سبيل غرس مكارم الأخلاق في نفوس المؤمنين والمؤمنات؛

رابعا: التعريف بجهودنا الخاصة وجهود ملوك دولتنا العلوية الشريفة في العناية بتركة النبوة، ولاسيما في ما يتعلق بالحديث الشريف، وبهذا الصدد يجدر بمجلسكم إصدار نشرة علمية لكتاب السلطان سيدي محمد بن عبد الله “الفتوحات الإلهية في أحاديث خير البرية “؛

خامسا: التعريف بما برّز فيه المغاربة من العناية بالأَمانات التي بُعث من أجلها الرسول صلى الله عليه وسلم، كما جاءت في قوله تعالى: ﴿ هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾، فعناية الأمة المغربية بأُولى هذه الأمانات مما يثير إعجاب العالم، ألا وهي عناية المغاربة الفائقة الخاصة بالقرآن الكريم، حفظا وتجويدا وتفسيرا؛

سادسا: التذكير بما برّز فيه المغاربة من العناية بثانية أمانات الرسول الأعظم وهي التزكية، وذلك من خلال ما نبت في أرض المغرب عبر العصور من مؤسسات التربية الروحية المسماة بطرق التصوف، ومعلوم أن الجوهر الذي تقوم عليه تربيتها هو محبة الرسول الذي تنتهي إليه أسانيد هذه الطرق في الدخول على الله من باب الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في إخلاص العبودية لله؛

سابعا: تعريف عموم الناس بما أجاد فيه المغاربة من صياغة غرر المديح النبوي تعبيرا عن تمجيد الرسول الأكرم في المجالس الخاصة والعامة، إغناء للفطرة السليمة وغذاء للوجدان واستمدادا من روحانيته المحمدية عبر فن السماع؛

ثامنا: إظهار ما برز فيه المغاربة من صياغة الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم، من مثال ” ذخيرة المحتاج ” للشيخ المعطى الشرقاوي، وقبله كتاب “دلائل الخيرات ” للإمام الجزولي، هذه الصلوات التي كانت في القرن الخامس عشر الميلادي شعار المغاربة في

جهادهم لتحرير الأراضي المحتلة، ولطالما تعلق المغاربة بالرسول صلى الله عليه وسلم في أوقات الشدة، كما وقع في السياق الذي ألف فيه أبو العباس العزفي في القرن السابع الهجري كتابه “الدر المنظم في مولد النبي المعظم”؛

تاسعا: أن يقوم مجلسكم بالإعداد العلمي اللائق لنشرة محقَّقة لكتاب القاضي عياض الذي عنوانه ” كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى “، وهو كتاب السيرة النبوية الذي اشتهر به المغرب في العالم قبل الاشتهار بكتاب ” دلائل الخيرات “؛

عاشرا: توجيه الناس، لاسيما في هذه الذكرى المجيدة، إلى أن يكثروا من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم امتثالا لقوله تعالى ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾، وأن تقوم المجالس العلمية بإقامة مجالس
حافلة للصلاة على النبي، مجالس يحضرها القيمون الدينيون وطوائف الذاكرين وعموم الناس وأن يصحب هذه الصلوات التوجه إلى الله تعالى بنية طلبه سبحانه بأن يديم أمنه وأفضاله على بلدنا وأن يمتع شخصنا وأسرتنا بالصحة والعافية التامة وحسن الختام.
هذا ونهيب بكم، من جهة أخرى، للحرص على أن تشركوا في فعاليات إحيائكم هذا وبرامجه رعايانا المغاربة في الخارج، وذلك عبر المجلس العلمي المغربي لأوروبا وغيره من المؤسسات، وعلى نفس المنوال عليكم أن تشركوا إخواننا في البلدان الإفريقية، ولاسيما عبر “مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة”.

وفي الختام، نسأل الله العلي القدير أن يزيدنا وينفعنا على الدوام بمحبة نبيه وآله وصحبه الكرام، إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.

بث الرسالة الملكية السامية يتلوها السيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية

ذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم

أمير المؤمنين، جلالة الملك يوجه رسالة سامية إلى المجلس العلمي الأعلى بشأن إحياء ذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم

الإثنين 15 سبتمبر 2025

أمير المؤمنين، جلالة الملك يوجه رسالة سامية إلى المجلس العلمي الأعلى بشأن إحياء ذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم

وجه أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رسالة سامية إلى المجلس العلمي الأعلى بشأن إحياء ذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم .

وفي ما يلي نص الرسالة الملكية السامية، التي تلاها بالرباط يومه الاثنين 22 ربيع الأول 1447هـ الموافق لـ 15 سبتمبر 2025م، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق :

” الحمد لله رب العالمين، والصـلاة والسـلام علـى الرسـول الأميـن، وعلـى آلـه وصحابتـه الأكرميـن.

السيـد الأميـن العـام للمجلـس العلمـي الأعلـى،

يسعدنا أن نبلغكم أننا، من موقع ما أناطه الله بنا من حماية الدين بمقتضى إمارة المؤمنين، قد قررنا أن نوجه إليكم هذه الرسالة في موضوع ما ينبغي أن يقوم به العلماء، في ربوع مملكتنا الشريفة، برسم إحياء المناسبة الجليلة التي تحل بالعالم هذه السنة، ألا وهي ذكرى مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، وهو المبعوث رحمة للعالمين.

حيث يتعين على مجلسكم القيام لهذه الغاية بأنشطة علمية وإعلامية تكون في المستوى الذي يثلج صدرنا وصدر المغاربة، وهم جميعا على المحبة الأكيدة الصادقة للجناب النبوي المنيف، وبهذا الصدد نود الإشارة عليكم بمحاور تندرج في هذا الاتجاه:

أولا: إلقاء الدروس والمحاضرات وتنظيم الندوات العلمية في المجالس والمدارس والجامعات والفضاءات العامة، والقيام بالتواصل الإعلامي الرصين للتذكير والمزيد من التعريف بالسيرة النبوية الغراء وذلك بأسلوب يناسب العصر ويمس عقول الشباب خاصة، مع التركيز على أن أعظم ما جاء به صلى الله عليه وسلم، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، هو دين التوحيد، وهذا الإحياء مناسبة سانحة للعلماء لكي يُبيِّنوا للناس أن الترجمة الأخلاقية للتوحيد، في عصرنا، والتي يمكن أن يفهمها الجميع، هي تربية الأجيال على التحرر في حياتهم الفردية والجماعية من الأنانية؛

ثانيا: القيام بأنشطة مماثلة، على نطاق واسع، شكرا لله تعالى على أن جعل إمامة هذا البلد من ذريته صلى الله عليه وسلم، حافظة لعهده، جارية على سُنَنِه، خادمة وحامية لما نزل عليه من الهدي وما شخّصه من الشمائل بمثاله وإسوته؛

ثالثا: القيام بما يناسب المقام شكرا لله تعالى على ما هدانا إليه في مقام وراثة إمارة المؤمنين، الأمر الذي أهّلنا للحرص على توفير الشروط المثلى لأفراد أمتنا حتى يقوموا بكل ما يرضي الله من رعاية شئون الدين الذي جاء به جدنا النبي الأكرم، سواء على سبيل العبادة أو على سبيل غرس مكارم الأخلاق في نفوس المؤمنين والمؤمنات؛

رابعا: التعريف بجهودنا الخاصة وجهود ملوك دولتنا العلوية الشريفة في العناية بتركة النبوة، ولاسيما في ما يتعلق بالحديث الشريف، وبهذا الصدد يجدر بمجلسكم إصدار نشرة علمية لكتاب السلطان سيدي محمد بن عبد الله “الفتوحات الإلهية في أحاديث خير البرية “؛

خامسا: التعريف بما برّز فيه المغاربة من العناية بالأَمانات التي بُعث من أجلها الرسول صلى الله عليه وسلم، كما جاءت في قوله تعالى: ﴿ هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة﴾، فعناية الأمة المغربية بأُولى هذه الأمانات مما يثير إعجاب العالم، ألا وهي عناية المغاربة الفائقة الخاصة بالقرآن الكريم، حفظا وتجويدا وتفسيرا؛

سادسا: التذكير بما برّز فيه المغاربة من العناية بثانية أمانات الرسول الأعظم وهي التزكية، وذلك من خلال ما نبت في أرض المغرب عبر العصور من مؤسسات التربية الروحية المسماة بطرق التصوف، ومعلوم أن الجوهر الذي تقوم عليه تربيتها هو محبة الرسول الذي تنتهي إليه أسانيد هذه الطرق في الدخول على الله من باب الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في إخلاص العبودية لله؛

سابعا: تعريف عموم الناس بما أجاد فيه المغاربة من صياغة غرر المديح النبوي تعبيرا عن تمجيد الرسول الأكرم في المجالس الخاصة والعامة، إغناء للفطرة السليمة وغذاء للوجدان واستمدادا من روحانيته المحمدية عبر فن السماع؛

ثامنا: إظهار ما برز فيه المغاربة من صياغة الصلوات على النبي صلى الله عليه وسلم، من مثال ” ذخيرة المحتاج ” للشيخ المعطى الشرقاوي، وقبله كتاب “دلائل الخيرات ” للإمام الجزولي، هذه الصلوات التي كانت في القرن الخامس عشر الميلادي شعار المغاربة في جهادهم لتحرير الأراضي المحتلة، ولطالما تعلق المغاربة بالرسول صلى الله عليه وسلم في أوقات الشدة، كما وقع في السياق الذي ألف فيه أبو العباس العزفي في القرن السابع الهجري كتابه “الدر المنظم في مولد النبي المعظم”؛

عيد العرش لسنة 2025

منذ ستة وعشرين سنة على جلوسه على العرش، ومنذ الخطاب الملكي الأول، ومنذ اللقاء الأول بين الملك محمد السادس وشعبه الوفي، أظهر كلاهما الوفاء والولاء لعقد البيعة الشرعية المتبادل، واجتازا معًا العراقيل والصعوبات، واحتفلا معًا بالإنجازات والانتصارات…

فتلاحم العرش والشعب ليس مادة للاستهلاك الإعلامي، بل هو حقيقة أثبتتها أحداث مختلفة على أرض الواقع، وأرّخت له خطابات ملكية سامية.

جوانب متعددة وكثيرة يمكننا الحديث عنها وإثارتها بمناسبة احتفالاتنا بالذكرى السادسة والعشرين على جلوس الملك محمد السادس على عرش أسلافه المنعمين… إذ لا يمكننا اختزالها في هذا الحدث أو تلك القرارات الاستراتيجية، لكنه قاد بكل تأكيد “ثورات هادئة” قوية وعميقة في كل المجالات وفي كثير من الملفات، أولها مغربية الصحراء، ومبادرة الحكم الذاتي، والعودة للبيت الإفريقي، والبنية التحتية، وفي مجالات القانون والتشريع والحريات والعدالة وحقوق الإنسان، والمفهوم الجديد للسلطة، ومدونة الأسرة، والإنصاف والمصالحة، والتقرير الخمسيني، وإعادة هيكلة الشأن الديني، وأحداث مؤسسات خاصة بمغاربة العالم… وغيرها كثير.

الأشغال والرافعات في كل بقاع المملكة، وفي كل شبر من الوطن، هناك إعادة هيكلة ومشاريع أحلام في الرياضة والصحة والتراث اللامادي جارية التحقيق.

فكان المواطن والوطن هو النقطة الأساسية في أجندة جلالة الملك محمد السادس. كان حاضرًا بكل ثقله المعنوي والدستوري والتاريخي والديني، سواء بصفته رئيسًا للدولة المغربية، أو بصفته أميرًا للمؤمنين، سواء في مشروع إعادة صياغة مدونة الأسرة، أو برامج التنمية المستدامة والتشغيل والصحة والتغطية الاجتماعية والسجل الاجتماعي الموحد، أو في قضايا مغاربة العالم، حيث كان المدافع الأول عن قضاياهم وانتظاراتهم، سواء داخل المغرب أو خارجه.

أو أثناء تقديمه لقراءاته النقدية البنّاءة وتشريحه الموضوعي والواقعي في خطاباته السامية، لأن: “الشأن الاجتماعي يحظى عندي باهتمام وانشغال بالغين، كملك وكإنسان. فمنذ أن توليت العرش، وأنا دائم الإصغاء لنبض المجتمع، وللانتظارات المشروعة للمواطنين، ودائم العمل والأمل، من أجل تحسين ظروفهم…”

ومادام الشيء بالشيء يُذكر، فإن احتفالات سنة 2025 تقتضي منا تسليط الضوء على مفخرات هذه السنة، وأولها توقيع العهد الجديد من الاتفاقيات الاستراتيجية بين المغرب وفرنسا، وزيارة الدولة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب عقب الاعتراف القوي بمغربية الصحراء… وما تلا ذلك من اعترافات وازنة كاعتراف بريطانيا والبرتغال في شهر يوليوز، أو استقبالات ذات أبعاد ودلالات استراتيجية كاستقبال وزراء خارجية الساحل في شهر أبريل 2025.

لكن يبقى القرار الاجتماعي والمجتمعي الأهم خلال سنة 2025 هو إهابة أمير المؤمنين بعدم ذبح أضحية عيد الأضحى، والاكتفاء بالشعائر الأخرى كإقامة صلاة العيد، والقيام بأعمال الإنفاق وصلة الرحم.

فبعد سنوات جفاف عجاف تضرر منها القطيع، وبعد محنة اقتصادية تضررت منها فئات واسعة من المجتمع المغربي، جاءت الإهابة الملكية لرفع الحرج عن العديد من المواطنين في حالة عسر.

لقد كانت الرسالة الملكية ليوم 26 فبراير 2025 بخصوص تلك الإهابة جامعة مانعة، إذ جاءت: “من منطلق الأمانة المنوطة بنا كأمير للمؤمنين، والساهر الأمين على إقامة شعائر الدين، وفق ما تتطلبه الضرورة والمصلحة الشرعية، وما يقتضيه واجب رفع الحرج والضرر وإقامة التيسير…”.

الإجماع الوطني القوي، سواء داخل المغرب أو لدى مغاربة العالم، والانخراط في تنزيل هذه الإهابة الملكية بخصوص عيد الأضحى، زاد من قوة العروة الوثقى بين العرش والشعب.

أعتقد أن انشغال الأجندة الملكية بالتنمية المستدامة والرفاه الاجتماعي، جعل الشغل الشاغل للملك محمد السادس هو المواطن، والبحث عن أمنه وسلامته من خلال تعزيز الأجهزة الأمنية والقضائية، وأمنه الصحي من خلال أحداث منظومة متكاملة للصحة، سواء ما يتعلق بالموارد البشرية أو الصناعات الدوائية، وأمنه الغذائي والطاقي من خلال إحداث منظومة وطنية متكاملة تتعلق بالمخزون الاستراتيجي للمواد الأساسية، لا سيما الغذائية والصحية والطاقية، والعمل على التحيين المستمر للحاجيات الوطنية.

كل هذه الانشغالات المهمة والاستراتيجيات الاجتماعية، جعلت من المملكة المغربية مملكة مواطِنة، وضعت في صلب أجندتها واهتماماتها المواطن، وجعلت من الملك محمد السادس، نصره الله، الملك المواطن والملك الإنسان.

المصدر : هسبريس

تعزية

*تعـــزيـــــة*

ببالغ التسليم والرضا بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة *الحاج الحبيب المهنديز* مؤسس مدرسة الحاج البشير القرآنية وأحد رعاتها.

وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم الأستاذ الدكتور عبد الفتاح الفريسي أصالة عن نفسه ونيابة عن أسرة مدرسة الحاج البشير الإدارية والتربوية إلى أسرة الفقيد، بأصدق عبارات التعازي وعظيم المواساة، سائلين الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وعظيم مغفرته، وينعم عليه بعفوه ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، ويكرم نزله ويوسع مدخله.

وإنا لله وإنا إليه راجعون

*عبد الفتاح الفريسي*

مدير عام مؤسسة الحاج البشير

تمارة – المملكة المغربية

“سلطان الطلبة” .. عرف يكرس العناية بحفظة القرآن لتحقيق الأمن الروحي

“استمساكٌ بما عُرف به المسلِمون عامة، والمغاربة على وجه الخصوص، من شدة عنايتهم بكتاب الله، باعتباره أساس الأمن الروحي” يحضر، وفق المنظّمين، في أحدث مواعد الاحتفاء بحفظة القرآن من الأطفال والطفلات، بالعاصمة الرباط، في الشوارع العمومية، مع إلقاء دروس تعلي من شأن من خصصّوا جزءا من وقتهم لإتمام حفظ القرآن، وتسلط الضوء على القيم الإيجابية التي يغذّيها.

هذا الحفل، الذي يستلهم رمزية احتفال “سلطان الطلبة” المغربي التاريخي، مسيرة في الشوارع العمومية بتمارة، نواحي الرباط تحتفي بالأطفال مُتِمّي حفظ القرآن، نظّمته مؤسسة البشير للتعليم العتيق، متم الأسبوع الماضي، بشراكة مع المجلس العلمي المحلي، والمندوبية الإقليمية للأوقاف والشؤون الإسلامية.

ومن بين ما ينظّم هذا الحفل من أجله، وفق منظميه، الاستمرار في سنة مغربية رسمية هي “تكريم أهل القرآن الكريم، وتشجيع حملته، ومجوّديه”، مع التأكيد على “دور القرآن الكريم في نشر مبادئ التسامح، والسلام، ونبذ الكراهية، والعنف”.

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال عبد الفتاح الفريسي، مدير مهرجان “سلطان الطلبة”، إن “مسيرة البشير للقرآن الكريم، سلطان الطلبة، في دورتها الجديدة، تؤكّد على دور القرآن الكريم في بناء الإنسان على معاني الانفتاح، وقيم العطاء، والتنمية والمساهمة فيها”.

وتابع: “هذه المسيرة تستمسك بما عرفه المسلمون عامة والمغاربة خصوصا من شدة العناية بالقرآن الكريم، أساس الأمن الحسي والمعنوي، وتستمسك بسنة الملوك المغاربة وخاصة جلالة الملك محمد السادس في تشجيعه لحملة القرآن الكريم”.

وأكّد الفريسي، في تصريحه، أن هذا الاحتفال تشجيعٌ “لحملة القرآن الكريم وحُفّاظه ومُقرئيه، باعتبارهم النموذج المتوازن الذي ينبغي أن يحتذى، والذي يرتبط بالأصل وينفتح على العصر”.

تجدر الإشارة إلى أن الاحتفالات بحفظة القرآن في مختلف أنحاء المملكة كثيرا ما تستلهم رمزية “سلطان الطلبة”؛ التقليدِ الذي يعود منشأه إلى بداية حكم السلالة العلوية للمغرب، بالعاصمة التاريخية فاس في القرن السابع عشر، حيث كان يُتوّج من بين مُتمّي الحفظ سلطان رمزي يحتفى به، أياما معدودة، وهو ما استمرّ قرونا وصولا إلى العقد الأخير من الاحتلال الأجنبي للمغرب، ثم جاءت محاولات تجديده واستلهام رمزيته.

الحفل الختامي لبرنامج الدراسات الإسلامية الخاص بالفوجين: 2022-2023 و2023-2024

تحت شعار الارتباط بالأصل والانفتاح على العصر، نظمت مؤسسة الحاج البشير القرءانية حفلا ختاميا لبرنامج الدراسات الإسلامية الخاص بالفوجين: 2022-2023 و2023-2024.
وبعد دخول خريجي التعليم العتيق إلى قاعة الحفل وسط تهليلات وهتافات الحضور الذي غصت به جنبات القاعة، ابتدأ الحفل بالنشيد الوطني المغربي، أعقبته تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم تلاها القارئ: ياسر السعودي، بعد ذلك تايع الحضور كلمة مدير المؤسسة “الدكتور عبد الفتاح الفريسي”، أكد فيها على أهمية ترسيخ مبادئ العلم والمعرفة في الأمة، كما تقدم بتهانيه الحارة للخريجي ناصحا إياهم بحمل لواء البناء والارتباط بالأصول الفكرية والثوابت العقدية، وتناول بعد ذلك الأستاذ عبد السلام الحساني عضو لجنة التوعية والإرشاد الديني والتواصل، ذكر فيها بجهود مؤسسة الحاج البشير القرآنية وتفانيها في خدمة المعرفة والعلم.  بعد ذلك، استمع الحضور لقصيدة من تأليف أستاذ مادّة النّحو: عبد الرحيم تيباريك، ثم تابع الحضور باستمتاع وصلة من الأمداح النبوية من أداء: مجموعة الوصال لفنّي المديح والسماع.
وقبل توزيع الشهادات، قام الخريجين بقراءة جماعية في ما تيسّر من سورة الكهف. ثم استمع الحضور إلى كلمة خريجي فوجي: 22-23 و 23-24 الذي أطلق عليه اسم العلامة الفقيه : سيدي محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي : “ابن آجُرُّوم”، قدمتها الطالبة: مينة مجدول، كما تم تكريم ثلاثة من الأساتذة بالمؤسسة وهم:
1.الفقيه: “محمد اليوسفي” خطيب وواعظ بالمجلس العلمي المحلّي الصخيرات – تمارة، برنامج الدراسات الإسلامية.
2.المدرّسة: “فاطمة دادة” محفظة القرءان الكريم ببرنامج التعليم العتيق منذ سنة 2014، برنامج التعليم العتيق.
3.المدرّسة: “خديجة الأزرق” محفظة القرءان الكريم، برنامج الأطفال.
و ثلاثة من الطلبة وهم:
  • إبراهيم العبدي: الرّتبة الأولى في برنامج التعليم العتيق للموسم الدّراسي : 2023/2024، بميزة حسن جدا.
  • التلميذة إيمان السكات: باكلوريا شعبة الاقتصاد باللّغة الفرنسية، بميزة حسن.
  • التلميذ يحيى العبدي: باكلوريا شعبة علوم رياضية بالّلغة الفرنسية، بميزة حسن جدا.
وفي الاخير تم توزيع الشهادات التّخرج مع الدّرع للمتفوّقين الثلاثة من كل مستوى والشواهد للجميع من طرف الإدارة والمجلس العلمي والاساتذة.
وفي الختام كان الجمهور على موعد مع كلمة ختامية مع الدعاء.

الحفل الختامي لأكاديمية الدراسات الاسلامية

تحت شعار الارتباط بالأصل والانفتاح على العصر، نظمت مؤسسة الحاج البشير القرءانية حفلا ختاميا لبرنامج الدراسات الإسلامية الخاص بالفوج 2021-2022.

وبعد دخول خريجي الموسم الدراسي 2021-2022 إلى مكان الحفل وسط تهليلات وهتافات الحضور الذي غصت به جنبان القاعة، ابتدأ الحفل بالنشيد الوطني المغربي، أعقبته تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم تلاها القارئ زكريا الزيرك.
بعد ذلك كان الحضور على موعد مع كلمة مدير المؤسسة “الدكتور عبد الفتاح الفريسي”، أكد فيها على أهمية ترسيخ مبادئ العلم والمعرفة في الأمة، كما تقدم بتهانيه الحارة للخريجي ناصحا إياهم بحمل لواء البناء والارتباط بالأصول الفكرية والثوابت العقدية، وتناول بعد ذلك الأستاذ لحسن بن إبراهيم سكنفل رئيس المجلس العلمي المحلي الكلمة، ذكر فيها بجهود مؤسسة الحاج البشير القرآنية، كما ذكر في كلمته بخصال الشيخ العوني الزاوية رحمه الله، وتفانيه في خدمة المعرفة والعلم.
بعد ذلكن تابع الحضور باهتمام وصلة من الأمداح النبوية وفن السماع من أداء طلبة المؤسسة بمشاركة المنشد زكرياء الزيرك الفائز بالجائزة منشد الشارقة الدولية.

وقبل توزيع الشهادات على الخريجين، استمع الحضور إلى كلمة خريجي فوج 21-22 الذي أطلق عليه اسم “العلامة الفقيه العوني بن محمد الزاوية” قدمتها الطالبة فاطمة البوهالي، كما تم تكريم ثلاثة من طلبة مؤسسة الحاج البشير: وهم الطالب زكرياء الزيرك: الفائز بجوائز دولية في تجويد القرآن الكريم، والطالبة أمامة لكحل:الحاصلة على باكلوريا بمعدل 17 على الصعيد الوطني، والطالب اسماعيل قبلال: الحاصل على باكلوريا تعليم عتيق بمعدل 19 على الصعيد الجهة.

وفي الختام كان الجمهور على موعد مع كلمة ختامية مع الدعاء.

وفي ما يلي النص الكامل لكلمة الدكتور عبد الفتاح الفريسي المدير العام للمؤسسة:

  • السيد رئيس المجلس العلمي المحلي
  • السيد المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية
  • أصحاب الفضيلة العلماء والأساتذة النبهاء السيدات
  • الطلبة والطالبات
  • السادة والسيدات الضيوف
  • الخريجات العزيزات، الخريجون الأعزاء، أيها الحفل الكريم.

يسعدني أن أرحب بكم في رحاب مدرسة الحاج البشير الخاصة للتعليم العتيق في هذه الأيام السعيدة المشهودة من شهر الله المحرم، والذي نعيش فيه نفحات احتفال بلدنا ذكر عيد العرش المجيد لنحتفل بتخريج فوجين جديدين من برنامج أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية برسم الموسم الدراسي 2021/2022.

وإنها لمَدعاةُ فخرٍ واعتزازٍ لنا جميعا أن حُلْما راودَ القائمين على مؤسستنا قبل أزيد من ثلاثة وعشرين سنة أصبح اليوم صرحا علميا شامخا، فلله الحمد والشكر أولا وآخرا.

إن أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية التابعة لمؤسسة الحاج الشير للتعليم العتيق لم تبلغ الشأوَ الكبير الذي بلغتهُ لولا جهود العديد من الجهات الخاصة والعامة، الرسمية والعلمية، وأخص بالذكر هنا وزارةَ الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلسَ العلمي الأعلى، والعلماءَ والأساتذة والإداريين الذين قيضهم الله لخدمة الأصول الثقافية والثوابت الفكرية، وفق شعار الارتباط بالأصل والانفتاح على العصر، إلى المتعطشين إلى الخير، والناهلين من ينابيع الحكمة، فلهؤلاء أيضا كل الاحترام والتقدير.

أيها الحفل الكريم ،، أستأذنُكم في أن أوجه خطابي إلى طلبتنا خريجي الموسم الدراسي، وأقول:

أولا، أحب أن أهنئكم وأهنأ أسركم وأحبابكم وأصدقاءكم، ها أنتم تقطفون اليوم ثمار سنوات من العمل الجادّ على مقاعد الدراسة، فهنيئا لكم ما صنعتم وطوبى لكم، (قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا).

وقد خطر لي وانا اجمع حروفَ وكلمات هذا الخطاب ألاّ أوجه لكم أية توجيهات ووصايا، فالوصايا لو تركت لفضل أدب، وحُسنِ خلُق لتركتها لأجل فضلكم وشريف خلقكم، غير أن الوصية، كما قالت العرب، تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل، وإنني أدرك أن التقاليد الأكاديمية تقضي بأن يسديَ خطيب حفل التخرج بعض النصائح للخريجين.

أيتها الخريجات، لا شك لدي في أن العلوم التي اكتسبتموها، والخبرات التي راكمتموها خلال دراستكم في أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية، ستؤهلكم بلا شك للنجاح في حياتكم ومستقبلكم، لكن عليّ أن أصدقكم القول إن النجاح الحقيقي لا يكون فقط بإقامة مباني العلوم وكلمات المعارف، ولكن بالجمع بين ما نتعلمه وما نطبقه، أو بكلمة أخرة بترجمة العلوم إلى حقائق سلوكية، ووقائع حسية.

إخواتي وأخواني، بناتي وأبنائي، محظوظ من يترك بصمة على صفحة الحياة، ومن يصنع أثرا على مدى الزمان، ولن يجد المرء أثرا أعظم ولا أنفع من العمل الصالح، الذي ينفع الله به العباد والبلاد، في الحياة وبعد الممات، )فأما الزَبَد فيذهب جُفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ..(أتمنى أن يترك كل منكم أثرا.

عزيزاتي وأعزائي،

لا شك أنكم في مستقبل الأيام ستنظرون إلى السنوات التي قضيتموها في أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية بكثير من الشوق والحنين، ولربما ستقولون كانت تلك أجمل أيام العمر، وسنشعر نحن أساتذتكم بالفخر حينما نسمعكم تقولون ذلك

ولكن، دعوني أقول صدقا إن الأمر يعود لكم، يعود لكم أن تجعلوا دوما أجمل الأيام تلك التي لم تأت بعدْ .. أتمنى أن تفعلوا، ولا بد لي هنا ان أدعوكم جميعا، وألتمس منكم أن تبقى صلتكم بمؤسستكم بعد تخرجهم مستمرة، فهي كما احتضنتهم خلال سنوات الدراسة فإنها تتطلع لخدمتهم بعد تخرجكم.

أيها الحضور باسمكم جميعا، أتوجه بالشكر إلى كل من يساهم في إنجاح برامجنا ومشاريعنا العلمية والثقافية، وعلى رأسهم السادة العلماء والأساتذة والمعلمين والمعلمات، له جزيل الشكر

وأستحضر بهذه المناسبة رجلا جاهد في سبيل العلم ونشر المعرفة، والدفاع عن روح الشريعة وعلوم الحقيقة، الشيخ العوني الزاوية الغائب حسا، والحاضر معنى، الذي نقل لطائف المعارف بأسلوب السهل الممتنع، الذي كان رحمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى

أيها الحضور.. يسعدني في ختام هذه الكلمة أن أدعوكم جميعا لتشاركوا معنا يوم غد على الساعة 10.00 صباحا، في عرس القرآن الكريم، والتي سنحتفي فيه بختم ما يقارب خمسين حافظا وحافظة من الصغار والكبار، ممن ختموا القرآن وضبطوا تلاوته وتجويده ولله الحمد والمنة، ندعوكم للمشاركة معنا بخطوات نصدح فيها جميعا بحب كتاب الله وحب الوطن.

ونسأل الله في ختام هذه الكلمات أن تستمر انجازات بلادنا في كل المجالات الحسية والمعنوية، وأن تبقى بلادنا في عز وسؤدد ورفعة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المحفوظ بحول الله وقوته والسبع المثاني والقرآن العظيم، والحمد لله رب العالمين.

الحفل الختامي لأكاديمية الدراسات الاسلامية

تحت شعار: (بالقرآن تحلو الحياة)، تنظم أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية التابعة لمؤسسة الحاج البشير القرءانية بمدينة تمارة يوم الجمعة 28 يوليوز الحالي الحفل الختامي السنوي لبرنامج الدراسات الإسلامية لتكريم طلبة الفوج2021-2022.

كما ستندم يوم السبت 29 يوليوز 2023 عرس سلطان الطلبة وهو تقليد سنوي دأبت مؤسسة الحاج البشير الخاصة للتعليم العتيق على تنظيم في نهاية كل سنة دراسية وسيتم الاحتفاء بكوكبة من الخاتمين لحفظ القران الكريم من الصغار والكبار، برسم الموسم الدراسي 2022-2023.

الفقيه العوني الزاوية في ذمة الله

توفي ظهر يوم أمس السبت، الفقيه العوني الزاوية بعد صراع مرير مع المرض، حيث كان يرقد الفقيد بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، منذ فترة لمتابعة العلاج، في قسم الإنعاش.

ولد الفقيه العلامة العوني الزاوية سنة 1950 بالعونات بإقليم الجديدة حيث تابع دراساته العلمية العتيقة، بعدد من المدن واستقر به الأمر في أواخر السبعينات إماما بعمالة الصخيرات تمارة، وانخرط في مركز جامع السنة بالرباط ليتلقى العلوم العديدة على يد علماء مشهود لهم بالعلم والريادة، أمثال الشيخ المكي الناصري ومحمد يسف ومحمد بربيش وغيرهم.

شغل الشيخ الزاوية عددا من المهام العلمية والدينية ، محفظا للقرآن الكريم، وواعظا تابعا للمجلس العلمي بعمالة الصخيرات تمارة، وتم تعيينه عضوا بالمجلس العلمي المحلي لتمارة، كما ساهم الفقيد في تكوين جيل من الباحثين والعلماء حيث عمل أستاذ بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات، وذاع صيت الزاوية كثيرا عبر برامجه العلمية بقناة وإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم.

وكانت للفقيد دروس منتظمة بأكاديمية البشير للدراسات الإسلامية أخذ عنه فيها خلق كثيرا علوما عديدة وفنونا مديدة.

وقد امتاز الفقيد العوني الزاوية بحسن خلقه، وأدبه وذوقه، كما عرفه من عايشه بذكائه الحاد، وتواضعه الكبير، وشفقته ورحمته بالناس، وكان رحمه الله مع ذلك كله، عميق الفكرة، غزير العبرة، وصف أحدهم كلامه بالسهل الممتنع، يجمع بين الجد والنكتة، والبساطة والبلاغة، والترغيب والترهيب.

وقد كرس العوني الزاوية حياته كلها في خدمة دينه ووطنه، رحم الله الفقيد وأسكنه الفردوس الأعلى .

وإنا لله وإنا إليه راجعون…

تنديد واسع بسماح السويد بحرق المصحف الشريف

توالت ردود الفعل العربية والإسلامية والأجنبية المنددة بسماح السلطات السويدية، اليوم السبت، لزعيم حزب “الخط المتشدد” الدانماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة التركية في ستوكهولم.

وأدانت منظمة التعاون الإسلامي “بأشد العبارات حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد“، واعتبرت ذلك “عملا استفزازيا يستهدف المسلمين ويهين قيمهم المقدسة“، وقال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه: “إن هذا الفعل يشكل مثالا آخر على المستوى المقلق الذي وصلت إليه الإسلاموفوبيا، داعيا السلطات السويدية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكبي جريمة الكراهية هذه“.

عدوان صادر عن الجهل:

من جهته، عبّر المجلس العلمي الأعلى عن إدانة المملكة المغربية الشديدة للحادثة، مؤكدا على موقف الرباط الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف، كما استنكر المجلس العلمي الأعلى، الذي يترأسه أمير المؤمنين الملك محمد السادس، جريمة إحراق المصحف الشريف بستوكهولم يوم السبت الأخير، وفي ما يلي نص بلاغ المجلس العلمي الأعلى الصادر اليوم الأحد بهذا الخصوص:

إن المجلس العلمي الأعلى الذي يترأسه أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعزه الله، وبعد أن علم بما ارتكبته أيد متطرفة في عاصمة السويد من القيام بإحراق المصحف الشريف، يعلن ما يلي:

استنكار هذه الجريمة بأشد عبارات الإدانة؛ واعتبار القيام بإحراق المصحف الشريف عدوانا صادرا عن الجهل بالقيم الإنسانية المثلى التي يدعو إليها القرآن الكريم؛ واستنكار التواطؤ الذي قد يكون صاحب هذا الأمر بأي شكل من الأشكال؛ والاستغراب الشديد لأن يكون هذا الفعل الشنيع قد وقع في بلد يدعو إلى مبادئ السلام والتعايش في العالم؛ واعتبار هذه الجريمة مسيئة إلى المسلمين ومستفزة لمشاعرهم؛ واعتبار هذه الجريمة غير قابلة لأي تبرير مهما كان.

وعلى أساس كل هذه الاعتبارات، فإن المجلس العلمي الأعلى يتوقع القيام بالإجراءات التي تبين لعقلاء الناس في كل مكان أن هذا الفعل الشاذ إنما هو صادر عن الجهالة التي ينبغي أن يتعاون الحكماء على التقليل من آثارها المدمرة.