الحفل الختامي لأكاديمية الدراسات الاسلامية

تحت شعار الارتباط بالأصل والانفتاح على العصر، نظمت مؤسسة الحاج البشير القرءانية حفلا ختاميا لبرنامج الدراسات الإسلامية الخاص بالفوج 2021-2022.

وبعد دخول خريجي الموسم الدراسي 2021-2022 إلى مكان الحفل وسط تهليلات وهتافات الحضور الذي غصت به جنبان القاعة، ابتدأ الحفل بالنشيد الوطني المغربي، أعقبته تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم تلاها القارئ زكريا الزيرك.
بعد ذلك كان الحضور على موعد مع كلمة مدير المؤسسة “الدكتور عبد الفتاح الفريسي”، أكد فيها على أهمية ترسيخ مبادئ العلم والمعرفة في الأمة، كما تقدم بتهانيه الحارة للخريجي ناصحا إياهم بحمل لواء البناء والارتباط بالأصول الفكرية والثوابت العقدية، وتناول بعد ذلك الأستاذ لحسن بن إبراهيم سكنفل رئيس المجلس العلمي المحلي الكلمة، ذكر فيها بجهود مؤسسة الحاج البشير القرآنية، كما ذكر في كلمته بخصال الشيخ العوني الزاوية رحمه الله، وتفانيه في خدمة المعرفة والعلم.
بعد ذلكن تابع الحضور باهتمام وصلة من الأمداح النبوية وفن السماع من أداء طلبة المؤسسة بمشاركة المنشد زكرياء الزيرك الفائز بالجائزة منشد الشارقة الدولية.

وقبل توزيع الشهادات على الخريجين، استمع الحضور إلى كلمة خريجي فوج 21-22 الذي أطلق عليه اسم “العلامة الفقيه العوني بن محمد الزاوية” قدمتها الطالبة فاطمة البوهالي، كما تم تكريم ثلاثة من طلبة مؤسسة الحاج البشير: وهم الطالب زكرياء الزيرك: الفائز بجوائز دولية في تجويد القرآن الكريم، والطالبة أمامة لكحل:الحاصلة على باكلوريا بمعدل 17 على الصعيد الوطني، والطالب اسماعيل قبلال: الحاصل على باكلوريا تعليم عتيق بمعدل 19 على الصعيد الجهة.

وفي الختام كان الجمهور على موعد مع كلمة ختامية مع الدعاء.

وفي ما يلي النص الكامل لكلمة الدكتور عبد الفتاح الفريسي المدير العام للمؤسسة:

  • السيد رئيس المجلس العلمي المحلي
  • السيد المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية
  • أصحاب الفضيلة العلماء والأساتذة النبهاء السيدات
  • الطلبة والطالبات
  • السادة والسيدات الضيوف
  • الخريجات العزيزات، الخريجون الأعزاء، أيها الحفل الكريم.

يسعدني أن أرحب بكم في رحاب مدرسة الحاج البشير الخاصة للتعليم العتيق في هذه الأيام السعيدة المشهودة من شهر الله المحرم، والذي نعيش فيه نفحات احتفال بلدنا ذكر عيد العرش المجيد لنحتفل بتخريج فوجين جديدين من برنامج أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية برسم الموسم الدراسي 2021/2022.

وإنها لمَدعاةُ فخرٍ واعتزازٍ لنا جميعا أن حُلْما راودَ القائمين على مؤسستنا قبل أزيد من ثلاثة وعشرين سنة أصبح اليوم صرحا علميا شامخا، فلله الحمد والشكر أولا وآخرا.

إن أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية التابعة لمؤسسة الحاج الشير للتعليم العتيق لم تبلغ الشأوَ الكبير الذي بلغتهُ لولا جهود العديد من الجهات الخاصة والعامة، الرسمية والعلمية، وأخص بالذكر هنا وزارةَ الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلسَ العلمي الأعلى، والعلماءَ والأساتذة والإداريين الذين قيضهم الله لخدمة الأصول الثقافية والثوابت الفكرية، وفق شعار الارتباط بالأصل والانفتاح على العصر، إلى المتعطشين إلى الخير، والناهلين من ينابيع الحكمة، فلهؤلاء أيضا كل الاحترام والتقدير.

أيها الحفل الكريم ،، أستأذنُكم في أن أوجه خطابي إلى طلبتنا خريجي الموسم الدراسي، وأقول:

أولا، أحب أن أهنئكم وأهنأ أسركم وأحبابكم وأصدقاءكم، ها أنتم تقطفون اليوم ثمار سنوات من العمل الجادّ على مقاعد الدراسة، فهنيئا لكم ما صنعتم وطوبى لكم، (قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا).

وقد خطر لي وانا اجمع حروفَ وكلمات هذا الخطاب ألاّ أوجه لكم أية توجيهات ووصايا، فالوصايا لو تركت لفضل أدب، وحُسنِ خلُق لتركتها لأجل فضلكم وشريف خلقكم، غير أن الوصية، كما قالت العرب، تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل، وإنني أدرك أن التقاليد الأكاديمية تقضي بأن يسديَ خطيب حفل التخرج بعض النصائح للخريجين.

أيتها الخريجات، لا شك لدي في أن العلوم التي اكتسبتموها، والخبرات التي راكمتموها خلال دراستكم في أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية، ستؤهلكم بلا شك للنجاح في حياتكم ومستقبلكم، لكن عليّ أن أصدقكم القول إن النجاح الحقيقي لا يكون فقط بإقامة مباني العلوم وكلمات المعارف، ولكن بالجمع بين ما نتعلمه وما نطبقه، أو بكلمة أخرة بترجمة العلوم إلى حقائق سلوكية، ووقائع حسية.

إخواتي وأخواني، بناتي وأبنائي، محظوظ من يترك بصمة على صفحة الحياة، ومن يصنع أثرا على مدى الزمان، ولن يجد المرء أثرا أعظم ولا أنفع من العمل الصالح، الذي ينفع الله به العباد والبلاد، في الحياة وبعد الممات، )فأما الزَبَد فيذهب جُفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ..(أتمنى أن يترك كل منكم أثرا.

عزيزاتي وأعزائي،

لا شك أنكم في مستقبل الأيام ستنظرون إلى السنوات التي قضيتموها في أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية بكثير من الشوق والحنين، ولربما ستقولون كانت تلك أجمل أيام العمر، وسنشعر نحن أساتذتكم بالفخر حينما نسمعكم تقولون ذلك

ولكن، دعوني أقول صدقا إن الأمر يعود لكم، يعود لكم أن تجعلوا دوما أجمل الأيام تلك التي لم تأت بعدْ .. أتمنى أن تفعلوا، ولا بد لي هنا ان أدعوكم جميعا، وألتمس منكم أن تبقى صلتكم بمؤسستكم بعد تخرجهم مستمرة، فهي كما احتضنتهم خلال سنوات الدراسة فإنها تتطلع لخدمتهم بعد تخرجكم.

أيها الحضور باسمكم جميعا، أتوجه بالشكر إلى كل من يساهم في إنجاح برامجنا ومشاريعنا العلمية والثقافية، وعلى رأسهم السادة العلماء والأساتذة والمعلمين والمعلمات، له جزيل الشكر

وأستحضر بهذه المناسبة رجلا جاهد في سبيل العلم ونشر المعرفة، والدفاع عن روح الشريعة وعلوم الحقيقة، الشيخ العوني الزاوية الغائب حسا، والحاضر معنى، الذي نقل لطائف المعارف بأسلوب السهل الممتنع، الذي كان رحمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى

أيها الحضور.. يسعدني في ختام هذه الكلمة أن أدعوكم جميعا لتشاركوا معنا يوم غد على الساعة 10.00 صباحا، في عرس القرآن الكريم، والتي سنحتفي فيه بختم ما يقارب خمسين حافظا وحافظة من الصغار والكبار، ممن ختموا القرآن وضبطوا تلاوته وتجويده ولله الحمد والمنة، ندعوكم للمشاركة معنا بخطوات نصدح فيها جميعا بحب كتاب الله وحب الوطن.

ونسأل الله في ختام هذه الكلمات أن تستمر انجازات بلادنا في كل المجالات الحسية والمعنوية، وأن تبقى بلادنا في عز وسؤدد ورفعة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المحفوظ بحول الله وقوته والسبع المثاني والقرآن العظيم، والحمد لله رب العالمين.

الحفل الختامي لأكاديمية الدراسات الاسلامية

تحت شعار: (بالقرآن تحلو الحياة)، تنظم أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية التابعة لمؤسسة الحاج البشير القرءانية بمدينة تمارة يوم الجمعة 28 يوليوز الحالي الحفل الختامي السنوي لبرنامج الدراسات الإسلامية لتكريم طلبة الفوج2021-2022.

كما ستندم يوم السبت 29 يوليوز 2023 عرس سلطان الطلبة وهو تقليد سنوي دأبت مؤسسة الحاج البشير الخاصة للتعليم العتيق على تنظيم في نهاية كل سنة دراسية وسيتم الاحتفاء بكوكبة من الخاتمين لحفظ القران الكريم من الصغار والكبار، برسم الموسم الدراسي 2022-2023.

الفقيه العوني الزاوية في ذمة الله

توفي ظهر يوم أمس السبت، الفقيه العوني الزاوية بعد صراع مرير مع المرض، حيث كان يرقد الفقيد بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، منذ فترة لمتابعة العلاج، في قسم الإنعاش.

ولد الفقيه العلامة العوني الزاوية سنة 1950 بالعونات بإقليم الجديدة حيث تابع دراساته العلمية العتيقة، بعدد من المدن واستقر به الأمر في أواخر السبعينات إماما بعمالة الصخيرات تمارة، وانخرط في مركز جامع السنة بالرباط ليتلقى العلوم العديدة على يد علماء مشهود لهم بالعلم والريادة، أمثال الشيخ المكي الناصري ومحمد يسف ومحمد بربيش وغيرهم.

شغل الشيخ الزاوية عددا من المهام العلمية والدينية ، محفظا للقرآن الكريم، وواعظا تابعا للمجلس العلمي بعمالة الصخيرات تمارة، وتم تعيينه عضوا بالمجلس العلمي المحلي لتمارة، كما ساهم الفقيد في تكوين جيل من الباحثين والعلماء حيث عمل أستاذ بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات، وذاع صيت الزاوية كثيرا عبر برامجه العلمية بقناة وإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم.

وكانت للفقيد دروس منتظمة بأكاديمية البشير للدراسات الإسلامية أخذ عنه فيها خلق كثيرا علوما عديدة وفنونا مديدة.

وقد امتاز الفقيد العوني الزاوية بحسن خلقه، وأدبه وذوقه، كما عرفه من عايشه بذكائه الحاد، وتواضعه الكبير، وشفقته ورحمته بالناس، وكان رحمه الله مع ذلك كله، عميق الفكرة، غزير العبرة، وصف أحدهم كلامه بالسهل الممتنع، يجمع بين الجد والنكتة، والبساطة والبلاغة، والترغيب والترهيب.

وقد كرس العوني الزاوية حياته كلها في خدمة دينه ووطنه، رحم الله الفقيد وأسكنه الفردوس الأعلى .

وإنا لله وإنا إليه راجعون…

تنديد واسع بسماح السويد بحرق المصحف الشريف

توالت ردود الفعل العربية والإسلامية والأجنبية المنددة بسماح السلطات السويدية، اليوم السبت، لزعيم حزب “الخط المتشدد” الدانماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة التركية في ستوكهولم.

وأدانت منظمة التعاون الإسلامي “بأشد العبارات حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد“، واعتبرت ذلك “عملا استفزازيا يستهدف المسلمين ويهين قيمهم المقدسة“، وقال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه: “إن هذا الفعل يشكل مثالا آخر على المستوى المقلق الذي وصلت إليه الإسلاموفوبيا، داعيا السلطات السويدية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكبي جريمة الكراهية هذه“.

عدوان صادر عن الجهل:

من جهته، عبّر المجلس العلمي الأعلى عن إدانة المملكة المغربية الشديدة للحادثة، مؤكدا على موقف الرباط الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف، كما استنكر المجلس العلمي الأعلى، الذي يترأسه أمير المؤمنين الملك محمد السادس، جريمة إحراق المصحف الشريف بستوكهولم يوم السبت الأخير، وفي ما يلي نص بلاغ المجلس العلمي الأعلى الصادر اليوم الأحد بهذا الخصوص:

إن المجلس العلمي الأعلى الذي يترأسه أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعزه الله، وبعد أن علم بما ارتكبته أيد متطرفة في عاصمة السويد من القيام بإحراق المصحف الشريف، يعلن ما يلي:

استنكار هذه الجريمة بأشد عبارات الإدانة؛ واعتبار القيام بإحراق المصحف الشريف عدوانا صادرا عن الجهل بالقيم الإنسانية المثلى التي يدعو إليها القرآن الكريم؛ واستنكار التواطؤ الذي قد يكون صاحب هذا الأمر بأي شكل من الأشكال؛ والاستغراب الشديد لأن يكون هذا الفعل الشنيع قد وقع في بلد يدعو إلى مبادئ السلام والتعايش في العالم؛ واعتبار هذه الجريمة مسيئة إلى المسلمين ومستفزة لمشاعرهم؛ واعتبار هذه الجريمة غير قابلة لأي تبرير مهما كان.

وعلى أساس كل هذه الاعتبارات، فإن المجلس العلمي الأعلى يتوقع القيام بالإجراءات التي تبين لعقلاء الناس في كل مكان أن هذا الفعل الشاذ إنما هو صادر عن الجهالة التي ينبغي أن يتعاون الحكماء على التقليل من آثارها المدمرة.

إعادة طرح أكبر مؤلف مغربي في المذهب المالكي

في 71 مجلدا أصدرت الرابطة المحمدية للعلماء أوسع شرح لـ”مختصر خليل”، الذي يعدّ أكبر كتاب ألّف في المذهب المالكي، وهو للقاضي الفقيه أبي علي الحسن بن رحّال المعداني (التدلاوي ثم الفاسي)، الذي توفي سنة 1140 هجرية، وعاش بين القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، وهو دفين مدينة مكناس.

ويعد “فَتْحُ الفَتّاحِ على مختصر الشيخ خليل”، وفق الرابطة المحمدية للعلماء، “خزانة موسوعية في توثيق الأعراف والعوائد التي تنبني عليها الأحكام الشرعية، وما اعتراها من أحوال وتغيرات، ترتب عليها تغير الفتاوى والأقضية”.

ويتضمن هذا الكتاب الذي طبع بدار ابن حزم بلبنان “مسحا شاملا لمصادر المذهب المالكي”، واقتصر فيه مؤلفه على “أبواب المعاملات” دون “أبواب العبادات”، وشرح مسائله موردا ما اتصل بها من فتاوى النوازل، وأجوبة مسائل الأحكام، واجتهادات قضائية، وما جرى به العمل عند القضاة والموثّقين والنوازليين عبر الأزمنة والبلدان، خاصة بالمغرب والأندلس.

هذا العمل الذي شارك في تحقيقه جماعة من الأساتذة، تحت إشراف مركز البحوث والدراسات في الفقه المالكي التابع للرابطة المحمدية للعلماء، أداره محمد العلمي، رئيس مركز البحوث والدراسات في الفقه المالكي والأستاذ بكلية الحقوق بسلا.

وقال مدير العمل، في تصريح لهسبريس، إن “فتح الفتاح” يعد “أكبر شرح للمصدر المعتمد في الفتوى في المذهب المالكي، وهو مختصر الشيخ خليل المتوفى سنة 779هـ”؛ فـ”من أصل حوالي 420 شرحا وحاشية ألفها المالكية على هذا المختصر، اعتبر “فتح الفتاح” أكبر شرح من بينها، خصوصا أنه اقتصر فيه على المعاملات، حيث بدأ من باب النكاح إلى باب الفرائض، ولم يتعرض لأبواب العبادات”.

وأضاف “لقد ألف “فتح الفتاح” في عهد السلطان مولاي إسماعيل بن الشريف، ولم يؤلف بعده ولا قبله بالمغرب أكبر منه، فهو أضخم مجهود علمي في فقه المعاملات في عهد الدولة العلوية الشريفة. بل أكاد أجزم بأنه من أكبر كتب الفقه في المذاهب الأربعة، حيث لم نجد في مصادرها ما بلغ هذا الحجم في فقه المعاملات فقط.”

وأحاط ابن رحال في هذا الكتاب، وفق المصدر نفسه، بـ”الاجتهادات الفقهية والقضائية والتأويلية لأزيد من ثمانية قرون من المذهب المالكي، حتى قالوا عنه: كاد يحتوي على جميع نصوص المذهب. كما اشتمل على روح موسوعية وعميقة معا في الاستدلال والتعليل والتوجيه للمسائل الفقهية، والإفادة من المذاهب المختلفة ومناقشاتها، والاختيار والترجيح بينها.”

وتابع رئيس مركز البحوث في الفقه المالكي قائلا: “وحيث إن الفقه الإسلامي يتطور بالنوازل والأقضية، فقد دعم المؤلف شرح المسائل الفقهية بإيراد ما يتصل بها من فتاوى النوازل، وأجوبة مسائل الأحكام، واجتهادات قضائية، وما جرى به العمل عند القضاة والموثقين والنوازليين عبر الأزمنة والبلدان، خصوصا بالمغرب والأندلس.”

هذا الكتاب يمثل أيضا “خزانة موسوعية في توثيق الأعراف والعوائد التي تنبني عليها الأحكام الشرعية، وما اعتراها من أحوال وتغيرات، أثرت على تغير الفتاوى والأقضية، وتطور الرؤية الفقهية ومواكبتها للمستجدات”، وهو ما يكشف عن “جانب من أسلوب علماء المغرب وإسهامهم في عصر النهضة”.

وحول راهنية الكتاب، ذكر المدير المشرف على العمل أن “فتح الفتاح ينتمي إلى دائرة المصادر الآمنة والمسؤولة للثقافة الدينية والفقه الإسلامي، في زمن حصل تشويش عام في مصادر المعرفة الدينية؛ جراء النزعات الفوضوية والتفكيكية التي تحاصر الشباب وتدفعهم إلى أوضاع مجهولة، وبعيدة عن الثقافة التي سهر العلماء وأولو الأمر على سيادتها في المجتمعات الإسلامية طيلة التاريخ.”

وأضاف “هذا الكتاب وإن كان كتاب تخصص، فإنه مصدر مهم جدا لمن يتصدى للتوجيه الديني والإفتاء في المعاملات، حيث يمنحه معرفة فقهية صحيحة، ويمكنه من كافة الاجتهادات والأنظار الفقهية المسؤولة، التي كانت أساس التساكن الاجتماعي وقوام الأمن الروحي والمشروعية الدينية في آن واحد.”

لهذه الأسباب، يقول العلمي إن تحقيق هذا العمل بدأ “في مركز البحوث والدراسات في الفقه المالكي التابع للرابطة المحمدية للعلماء، بعناية كريمة وإشراف مباشر من السيد الأمين العام د أحمد عبادي، في شتاء سنة 2011م”، وهكذا “حصّلنا مجموعة من النسخ الخطية، أهمها نسخة المؤلف ابن رحال التي حبَّسها وقفا على أبنائه ثم على خزانة القرويين التي تحتفظ بها إلى الآن تحت عدد: 2012، وتقع في ستة أسفار كبار. كما حصلنا على نسخ خطية مساعدة، أهمها نسخة الخزانة الحسنية بعدد: 8650.”

وتابع قائلا: “لقد تم تحقيق الكتاب على مرحلتين: أولاهما: خصصناها لكتابة النص وتصحيحه. والثانية لتحقيق النص وتوثيقه. وانتهت المرحلة الأولى سنة 2014، ولم تنته المرحلة الثانية إلا في شتاء سنة 2019.”

ونهض بهذا العمل فريق من ثلاث مجموعات، أولاها: مجموعة الأساتذة والعلماء المحققين، وقد استقر عددهم في 41 باحثا، منهم 23 أستاذا جامعيا، منهم 12 باحثا حاصلا على الدكتوراه من منتسبي المراكز التابعة للرابطة وغيرهم، ومنهم 4 مسجلون حاليا في الدكتوراه، وبينهم فقيهان من العلماء المدرسين في التعليم العالي العتيق، وقد كان ضمن المشاركين في التحقيق ثلاث باحثات متخصصات في الفقه المالكي.

وثاني المجموعات لجنة للتحكيم والمراجعة، وهي لجنة علمية عينها الأمين العام لرابطة العلماء برئاسة عبد اللطيف الجيلاني، رئيس مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة، وعضوية محمد السرار، رئيس مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة التابع للرابطة، ومحمد العلمي، رئيس مركز البحوث والدراسات في الفقه المالكي، مع مساعدة الناجي لمين، أستاذ بمؤسسة دار الحديث الحسنية، في تحقيق عدد من الأجزاء.

أما ثالث المجموعات فكان دورها “الإدارة والتنسيق”، وترأسها رئيس مركز البحوث والدراسات في الفقه المالكي، وكان أعضاؤها من باحثي المركز.

وبعد نهاية العمل، يقول العلمي، “قمنا بتحرير دراسة للكتاب ومؤلفه، خصصنا لها المجلد الأول، ثم ذيلنا النص بمعجم لأهم المصطلحات والأعلام والكتب المذكورة في “فتح الفتاح”، وخصصنا المجلدين الأخيرين للفهارس الموضوعية لكل الأجزاء.”

وبعد صدور الكتاب عقب 11 سنة من البناء والتتميم، رجّح رئيس مركز البحوث والدراسات في الفقه المالكي أن أول ما سيعكف عليه الباحثون هو “إعداد فهارسه العلمية، خصوصا فهرس المسائل الفقهية، الذي سييسِّر الوقوف على المحتويات لطلابها في وقت سريع”.

وفي ختام تصريحه لهسبريس، جدد رئيس المركز التابع للرابطة المحمدية للعلماء شكره لـ”السادة الأساتذة العلماء المحققين والمحكمين، الذين بذلوا جهدا عظيما لا يعلمه إلا الله ليخرج هذا العمل الذي يشرف المؤسسة ويشرف الوطن، ويقدم صورة مشرقة عن علماء المغرب وباحثيه.”

المصدر:هسبريس

معرض السيرة النبوية والحضارة الإسلامية بالإيسيسكو

بعد الافتتاح الرسمي للمعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) في الرباط، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، ولي عهد المملكة المغربية، يفتح المعرض أبوابه للزيارة أمام الجمهور العام مجانا، اعتبارا من يوم الإثنين (28 نوفمبر 2022)، وذلك من الساعة 10.00 صباحا إلى الساعة 17.00 مساء، طوال أيام الأسبوع.

ويضم المعرض والمتحف ثلاثة مكونات رئيسية:

المكون الأول: “المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية”، الذي تشرف عليه رابطة العالم الإسلامي، ويتضمن عدة أقسام، أبرزها قسم النبي صلى الله عليه وسلم كأنك تراه، وقسم روائع السنة النبوية وفنون الخط العربي، وقسم النبي صلى الله عليه وسلم كأنك معه، وقسم خاص بالتعريف بفضائل ومكانة آل البيت، وقسم الإصدارات والتحف والهدايا التذكارية، وقسم سينما لعرض الأفلام حول السيرة النبوية، وقسم “أعظم منبر”، ويضم نموذجا يحاكي منبر المصطفى صلى الله عليه وسلم، تم تصميمه طبق الأصل وبنفس نوع الخشب، وكذلك نماذج للكعبة المشرفة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

والمكون الثاني: “بانوراما الحجرة النبوية الشريفة في العصر الأول”، لأول مرة في التاريخ بتقنيات ثلاثية الأبعاد وتقنيات الواقع الافتراضي، والتي تستند على مواد علمية مؤصلة وموسوعات محققة، وتمثل دعوة علمية عملية روحية إيمانية للدخول إلى أعماق الحياة النبوية والمسيرة المحمدية من داخل أعظم بيت لبشر، وأفضل حجرة وأجمل سكن لزوجين.

فيما المكون الثالث هو: “معرض صلة المغاربة بالجناب النبوي الشريف، جمال المحبة والوفاء”، الذي تشرف عليه الرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، ويضم كنوزا تراثية مغربية، تتنوع ما بين مخطوطات تاريخية، ولوحات وعملات نادرة، ونماذج من العمارة والزخارف والنقوش المغربية، وأدوات تراثية.

حفل افتتاح الموسم الدراسي

برحاب مؤسسة الحاج البشير بتمارة تم يوم أمس الإثنين 17 أكتوبرر على الساعة 17.00 الحفل الافتتاحي لأكاديمية البشير للدراسات الإسلامية، وقد عرف الحفل الذي جمهور غفير يتقدمهم العلماء والأساتذة والطلبة، كما افتتحت الندوة التي عقدت تحت عناون طلب العلم، فضائله وآدابه، بآيات من الذكر الحكيم تلاها التلميذ معاذ الجبلي، بعدها تناول الكلمة الدكتور عبد الفتاح الفريسي رحب فيها بالحضور، كما تطرق إلى فلسفة الأكاديمية ومنهاجها في البناء المعرفي، مذكرا بجهود المغاربة في نشر العلم والمعرفة القرآنية ارتباطا بالأصل وانفتاحا على العصر، كما أشار إلى كون المؤسسة تستهدي في دربها الأكاديمي بثوابت المدرسة المغربية في العقيدة والفقه والسلوك.

وبعد كلمة الافتتاح قدم الدكتور أحمد أبو زيد أستاذ التعليم العالي وعضو اللجنة العلمية للمؤسسة عرضا علميا تطرق فيه إلى آداب طلب العلم مستعرضا مجموعة من أقوال العلماء في تأصيل التحصيل العلمي وبيان شروطه.

ثم كان الحضور على موعد مع الدكتور محمد الأمي السماعيلي أستاذ التعليم العالي وعضو اللجنة العلمية للأكاديمية الذي بين أهمية الإخلاص في مسيرة طالب العلم، مستوحيا أدلة ذلك من كنوز السنة النبوية وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وفي الختام شكر الدكتور عبد الفتاح الفريسي السادة العلماء الذين أثروا الندوة العلمية، كما بشر الأستاذ جمهور الحاضرين بميلاد نادي خريجي أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية، الذي سيعمل على تأهيل الخريجين من خلال التكوين العلمي المستمر، والعمل على إشراكهم في أشطة المؤسسة وجهدها.

واختتم اللقاء بالدعاء الخالص لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بالصحة والعافية والنصر والتمكين.

انطلاق أكاديمية الدراسات الإسلامية

ينطلق يوم الإثنين 17 أكتوبر 2022 برنامج الدراسات الإسلامية التابع لمؤسسة الحاج البشير القرآنية بتمارة برسم الموسم الدراسي 2022-2023، وفق ما يلي:

  • انطلاق الدراسة: الاثنين 17 أكتوبر 2022، ويمكن لأي طالب متابعة كل الدروس السابقة عبر المنصة المعدة لذلك.
  • مدة الدراسة في الأكاديمية: محددة في أربع سنوات، تمنح الأكاديمية بعدها دبلوم تخرج ، وليس لشهادة التخرج أية معادلة علمية في نظام التعليم المغربي.
  • مدة الحصة الدراسية: ساعتان، وتعقد الدروس وتعقد الدروس حسب ما يلي:
    • فوج (أ): الإثنين – الثلاثاء – الخميس – الجمعة (15:30-17:30) حضوريا
    • فوج (ب): من الإثنين إلى الخميس (18:30-20:30) حضوريا وعن بعد.
  • الكتاب المدرسي: توفر الأكاديمية للطلبة مطبوعا دراسيا يجمع  دروس المقررات الدراسية بالنسبة لبرنامج الدراسات الإسلامية.