القرآن الكريم وأمثال العرب

للمثل مكانة عظيمة وأهمية كبيرة عند العرب قبل الإسلام وبعده، فهو حكمتها، ودليل من أدلة بيانها وفصاحتها، وضرب من ضروب بديعها، وجوامع كلمها، وله تأثير قوي على النفوس الضالة، والقلوب النافرة، بما يقدمه من إعانة على الفهم، واستثارة للذهن، وتقريب للمعاني، وإبراز للحقائق، في صور بديعة، وألفاظ بليغة، لهذا دأب العلماء والأدباء في يتتبعون ما جاء في القرآن الكريم من أمثال العرب وحكمه، وألفوا في ذلك المؤلفات العديدة، وتنافسوا في ذلك نظرا لما للمثل من فوائد جليلة.

ويأتي كتاب: “الأمثال الكامنة في القرآن الكريم”  للحسين بن الفضل (ت282هـ) في رأٍ قائمة الكتب المؤلفة في هذا الباب، وقد رام صاحبه من خلاله أن يجمع بين الآيات القرآنية وأمثال العرب، يسأل عن المثل العربي ثم يجيب عن ذلك بما يوافقه من آي القرآن الكريم.

ومما جاء في الكتاب، أن أحدهم قال للحسين بن الفضل: إنك تخرج أمثال العرب والعجم من القرآن،فهل تجد في كتاب الله : خير الأمور أوسطها؟

قال: نعم ؛ في أربعة مواضع :

1) ” لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك “.

2) ” والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما “.

3) ” ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط”.

4) ” ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا “.

فقيل: فهل تجد: من جهل شيئا عاداه ؟ قال: نعم في موضعين:

1) “بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه”.

2) “وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم”.

فقيل : فهل تجد : احذر شر من أحسنت إليه؟ قال : نعم.. “وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله “.

قيل : فهل تجد : ليس الخبر كالعيان ؟ قال: نعم .. “أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي “.

قيل : فهل تجد : في الحركة بركة ؟ قال : نعم .. “ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة “.

قيل : فهل تجد: كما تدين تدان؟ قال: نعم .. “من يعمل سوءا يجز به “.

قيل : فهل تجد : حين تلقى ندري ؟ قال : نعم.. “وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا “.

قيل : فهل تجد : لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ؟ قال : نعم .. “هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل “.

قيل : فهل تجد : من أعان ظالما سلط عليه ؟ قال: نعم .. “كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير “.

قيل: فهل تجد فيه : لا تلد الحية إلا حية ؟ قال: نعم .. “ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا “.

قيل: فهل تجد فيه : للحيطان آذان ؟ قال: نعم ..: “وفيكم سماعون لهم “.

قيل: فهل تجد فيه :الحلال لا يأتيك إلا قوتا، والحرام لا يأتيك إلا جزافا ؟ قال: نعم .. ” إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم “.

الحفل الختامي لأكاديمية الدراسات الاسلامية

تحت شعار الارتباط بالأصل والانفتاح على العصر، نظمت مؤسسة الحاج البشير القرءانية حفلا ختاميا لبرنامج الدراسات الإسلامية الخاص بالفوج 2021-2022.

وبعد دخول خريجي الموسم الدراسي 2021-2022 إلى مكان الحفل وسط تهليلات وهتافات الحضور الذي غصت به جنبان القاعة، ابتدأ الحفل بالنشيد الوطني المغربي، أعقبته تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم تلاها القارئ زكريا الزيرك.
بعد ذلك كان الحضور على موعد مع كلمة مدير المؤسسة “الدكتور عبد الفتاح الفريسي”، أكد فيها على أهمية ترسيخ مبادئ العلم والمعرفة في الأمة، كما تقدم بتهانيه الحارة للخريجي ناصحا إياهم بحمل لواء البناء والارتباط بالأصول الفكرية والثوابت العقدية، وتناول بعد ذلك الأستاذ لحسن بن إبراهيم سكنفل رئيس المجلس العلمي المحلي الكلمة، ذكر فيها بجهود مؤسسة الحاج البشير القرآنية، كما ذكر في كلمته بخصال الشيخ العوني الزاوية رحمه الله، وتفانيه في خدمة المعرفة والعلم.
بعد ذلكن تابع الحضور باهتمام وصلة من الأمداح النبوية وفن السماع من أداء طلبة المؤسسة بمشاركة المنشد زكرياء الزيرك الفائز بالجائزة منشد الشارقة الدولية.

وقبل توزيع الشهادات على الخريجين، استمع الحضور إلى كلمة خريجي فوج 21-22 الذي أطلق عليه اسم “العلامة الفقيه العوني بن محمد الزاوية” قدمتها الطالبة فاطمة البوهالي، كما تم تكريم ثلاثة من طلبة مؤسسة الحاج البشير: وهم الطالب زكرياء الزيرك: الفائز بجوائز دولية في تجويد القرآن الكريم، والطالبة أمامة لكحل:الحاصلة على باكلوريا بمعدل 17 على الصعيد الوطني، والطالب اسماعيل قبلال: الحاصل على باكلوريا تعليم عتيق بمعدل 19 على الصعيد الجهة.

وفي الختام كان الجمهور على موعد مع كلمة ختامية مع الدعاء.

وفي ما يلي النص الكامل لكلمة الدكتور عبد الفتاح الفريسي المدير العام للمؤسسة:

  • السيد رئيس المجلس العلمي المحلي
  • السيد المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية
  • أصحاب الفضيلة العلماء والأساتذة النبهاء السيدات
  • الطلبة والطالبات
  • السادة والسيدات الضيوف
  • الخريجات العزيزات، الخريجون الأعزاء، أيها الحفل الكريم.

يسعدني أن أرحب بكم في رحاب مدرسة الحاج البشير الخاصة للتعليم العتيق في هذه الأيام السعيدة المشهودة من شهر الله المحرم، والذي نعيش فيه نفحات احتفال بلدنا ذكر عيد العرش المجيد لنحتفل بتخريج فوجين جديدين من برنامج أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية برسم الموسم الدراسي 2021/2022.

وإنها لمَدعاةُ فخرٍ واعتزازٍ لنا جميعا أن حُلْما راودَ القائمين على مؤسستنا قبل أزيد من ثلاثة وعشرين سنة أصبح اليوم صرحا علميا شامخا، فلله الحمد والشكر أولا وآخرا.

إن أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية التابعة لمؤسسة الحاج الشير للتعليم العتيق لم تبلغ الشأوَ الكبير الذي بلغتهُ لولا جهود العديد من الجهات الخاصة والعامة، الرسمية والعلمية، وأخص بالذكر هنا وزارةَ الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلسَ العلمي الأعلى، والعلماءَ والأساتذة والإداريين الذين قيضهم الله لخدمة الأصول الثقافية والثوابت الفكرية، وفق شعار الارتباط بالأصل والانفتاح على العصر، إلى المتعطشين إلى الخير، والناهلين من ينابيع الحكمة، فلهؤلاء أيضا كل الاحترام والتقدير.

أيها الحفل الكريم ،، أستأذنُكم في أن أوجه خطابي إلى طلبتنا خريجي الموسم الدراسي، وأقول:

أولا، أحب أن أهنئكم وأهنأ أسركم وأحبابكم وأصدقاءكم، ها أنتم تقطفون اليوم ثمار سنوات من العمل الجادّ على مقاعد الدراسة، فهنيئا لكم ما صنعتم وطوبى لكم، (قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا).

وقد خطر لي وانا اجمع حروفَ وكلمات هذا الخطاب ألاّ أوجه لكم أية توجيهات ووصايا، فالوصايا لو تركت لفضل أدب، وحُسنِ خلُق لتركتها لأجل فضلكم وشريف خلقكم، غير أن الوصية، كما قالت العرب، تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل، وإنني أدرك أن التقاليد الأكاديمية تقضي بأن يسديَ خطيب حفل التخرج بعض النصائح للخريجين.

أيتها الخريجات، لا شك لدي في أن العلوم التي اكتسبتموها، والخبرات التي راكمتموها خلال دراستكم في أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية، ستؤهلكم بلا شك للنجاح في حياتكم ومستقبلكم، لكن عليّ أن أصدقكم القول إن النجاح الحقيقي لا يكون فقط بإقامة مباني العلوم وكلمات المعارف، ولكن بالجمع بين ما نتعلمه وما نطبقه، أو بكلمة أخرة بترجمة العلوم إلى حقائق سلوكية، ووقائع حسية.

إخواتي وأخواني، بناتي وأبنائي، محظوظ من يترك بصمة على صفحة الحياة، ومن يصنع أثرا على مدى الزمان، ولن يجد المرء أثرا أعظم ولا أنفع من العمل الصالح، الذي ينفع الله به العباد والبلاد، في الحياة وبعد الممات، )فأما الزَبَد فيذهب جُفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ..(أتمنى أن يترك كل منكم أثرا.

عزيزاتي وأعزائي،

لا شك أنكم في مستقبل الأيام ستنظرون إلى السنوات التي قضيتموها في أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية بكثير من الشوق والحنين، ولربما ستقولون كانت تلك أجمل أيام العمر، وسنشعر نحن أساتذتكم بالفخر حينما نسمعكم تقولون ذلك

ولكن، دعوني أقول صدقا إن الأمر يعود لكم، يعود لكم أن تجعلوا دوما أجمل الأيام تلك التي لم تأت بعدْ .. أتمنى أن تفعلوا، ولا بد لي هنا ان أدعوكم جميعا، وألتمس منكم أن تبقى صلتكم بمؤسستكم بعد تخرجهم مستمرة، فهي كما احتضنتهم خلال سنوات الدراسة فإنها تتطلع لخدمتهم بعد تخرجكم.

أيها الحضور باسمكم جميعا، أتوجه بالشكر إلى كل من يساهم في إنجاح برامجنا ومشاريعنا العلمية والثقافية، وعلى رأسهم السادة العلماء والأساتذة والمعلمين والمعلمات، له جزيل الشكر

وأستحضر بهذه المناسبة رجلا جاهد في سبيل العلم ونشر المعرفة، والدفاع عن روح الشريعة وعلوم الحقيقة، الشيخ العوني الزاوية الغائب حسا، والحاضر معنى، الذي نقل لطائف المعارف بأسلوب السهل الممتنع، الذي كان رحمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى

أيها الحضور.. يسعدني في ختام هذه الكلمة أن أدعوكم جميعا لتشاركوا معنا يوم غد على الساعة 10.00 صباحا، في عرس القرآن الكريم، والتي سنحتفي فيه بختم ما يقارب خمسين حافظا وحافظة من الصغار والكبار، ممن ختموا القرآن وضبطوا تلاوته وتجويده ولله الحمد والمنة، ندعوكم للمشاركة معنا بخطوات نصدح فيها جميعا بحب كتاب الله وحب الوطن.

ونسأل الله في ختام هذه الكلمات أن تستمر انجازات بلادنا في كل المجالات الحسية والمعنوية، وأن تبقى بلادنا في عز وسؤدد ورفعة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المحفوظ بحول الله وقوته والسبع المثاني والقرآن العظيم، والحمد لله رب العالمين.

تفسير ألفاظ الرسالة القشيرية

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

نظرا لأهمية علم السلوك والأخلاق في تقويم سلوك الإنسان المؤمن، والسير به إلى بر الأمان، لينجو في الدنيا والآخرة، فقد اهتم علماء المسلمين بعلم التصوف والتزكية باعتباره علما يكتسب المؤمن معه حقيقة الصدق في التوجه إلى الله.

ومن بين أهم ما ألف في موضوع التصوف السني رسالة الإمام أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري الشافعي المتوفى سنة 465 هـ، وهي على أربعة وخمسين باباً وثلاثة فصول، وهذه خُلاصة ” تفسير ألفاظ الطائفة الصوفيّة ” المذكورة في الرسالة القُشَيْرِيّة، للإمام الأستاذ أبي القاسم القُشَيْريّ (ت 465 ه) رحمه الله.

 

  • (الوَقت) الوَقت: ما يَشتغلُ به العبدُ في الآن، ليس في الماضي ولا في المستقبل.
  • (الحال والمَقام) الحال : معنى يَرِدُ على القلب من غير تكلُّف، مثل حال القَبْض أو البَسْط أو الشَّوق أو الانزعاج أو الهَيبة أو غير ذلك، والمَقام : ما يَبلغه العبدُ من مستوى الآداب، بِسبيلِ التكلُّف والمُجاهَدة، مثل مَقام القَناعة أو التَّوكُّل أو التَّوبة أو الإنابة أو الوَرَع أو الزُّهْد أو غير ذلك، يقولون: الأحْوال مَواهِب والمَقامات مَكاسِب.
  • (القَبْض والبَسْط) القَبْض : حالُ خَوْفٍ آنٍ، والبَسْط : حالُ رجاءٍ آنٍ، وأحوالُ القَبْض والبَسْط تتفاوت حسب الوارِدات على القلوب.
  • (الهَيْبة والأُنْس) الهَيْبة : حال أعظم من القَبْض. وحَقُّها الغَيْبة عمّا سوى الله، والأُنْس : حال أعظم من البَسْط. وحَقُّه الصَّحْو بِحقّ الله، والنّاسُ تَتفاوتُ أحوالُهم في الهَيْبة والأُنْس.
  • (التّواجُد والوَجْد والوُجود) التّواجُد : استدعاءُ الوَجْدِ بِتَكلّف، والوَجْد أو المَوجِدة : ما يَرِدُ على القلب بِلا تَكلّف، والوُجود : ظُهور سُلطان الحقيقة في القلب بعد خُمود البشريّة، وحَقُّه بَقاء العبد بِالحقّ حالَ الصَّحْو، وفناؤُه بِالحقّ حالَ المَحْو، قالوا: المَواجيد ثَمرات الأوراد، أو: الوارِدات ثَمرات الأوراد، وقالوا: مَنْ لا وِرْدَ له بِظاهرِه لا وارِدَ له في سَرائرِه، وقالوا: مَن ازدادت وظائفُه ازدادت مِنَ الله لَطائفُه، وقالوا: المَواجيد ثَمرات العِبادات الباطِنة، والحَلاوات ثَمرات العِبادات الظّاهِرة، ومنهم مَنْ يَجعلُ المَواجيد تُرادِف الحَلاوات.
  • (الجَمْع والتَّفْرِقة) الجَمْع : حالُ شُهود العبد لِأفعالِ الله، التَّفْرِقة أو الفَرْق : حالُ شُهود العبد لِأفعالِه، وجَمْعُ الجَمْعِ يُرادِفُ عندهم الوُجود.
  • (الفَناء والبَقاء) الفَناء : تَرْك لِلأعمال المذمومة، والبَقاء : قِيام بِالأعمال المحمودة، يَقولون: فَنِيَ عَنْ شَهوتِه وبَقِيَ بِعُبوديّتِه، ويَقولون: فَنِيَ عَنْ سوءِ الخُلق وبَقِيَ بِالفُتُوّة والصِّدْق، ويَقولون: فَنِيَ عَن الخَلْق وبَقِيَ بِالحقّ، وهذا عندهم درجات: أعلاها يُرادِف الوُجود أو جَمْع الجَمع المذكورَيْن سابِقا.
  • (الغَيْبة والحُضور) الغَيْبة : غَيْبةُ القَلْبِ عَنْ عِلْمِ ما يَجري مِن أحوالِ الخَلْقِ، لِاشتغالِ الحِسِّ بِما وَرَدَ عليه، والحُضور : حُضورُ القَلْبِ بِالحقّ، أَيْ بِذِكْرِ الله، وعلى قَدْرِ هذه الغَيْبةِ يكونُ هذا الحُضور، قالوا: قد تَزدادُ غَيبةُ العبدِ عن إحساسِه بِنفسِه وغيرِه، بِواردٍ مِنْ تَذكّرِ ثَواب أو تَفكّر في عِقاب، حتّى تَصيرَ الغَيْبةُ إلى غَشْية، وقالوا: قد تكونُ الغَيْبةُ عن الإحساسِ بِالنّفسِ لِمَعنى يُلْهمه اللهُ لِعَبْدِه، وقالوا: غابَ عَن الخَلْقِ وحَضَرَ بِالحَقِّ.
  • (الصَّحْو والسُّكْر) الصَّحْو : رُجوع إلى الإحساس بعد الغَيبة. والسُّكْر : غَيبة بِوارِد قويّ في حالِ البَسْط، قالوا: مَنْ كان سُكْرُه بِحقّ كان صَحْوُه بِحقّ. وقالوا: مَنْ كان مُحِقّا في حالِه كان مَحفوظا في سُكْره، والسُّكْر عندهم درجات.
  • (المُعامَلات والمُنازَلات والمُواصَلات) المُعامَلات : أعمال العبادة الظاهر، المُنازَلات : أعمال العبادة الباطنة، المُواصَلات : دَوام صفاء المُعامَلات والمُنازَلات.
  • (الذَّوْق والشّرب والرِّيّ) الذَّوْق : ثمرة صفاء المعاملات الظاهرة، وحَقُّه التّساكُر. الشّرب : ثمرة صفاء المنازلات الباطنة، وحَقُّه السُّكْر. الرِّيّ : ثمرة دوام صفاء الظاهر والباطن، وحَقُّه الصّحْو بِالحقّ والفَناء عن كلّ حَظّ، قالوا: مَنْ صفا سِرُّه لمْ يَتكدّرْ عليه الشّرب.
  • (المَحْو والإثْبات) المَحْو : رفع أوصاف العادة الذميمة، بِحقّ سَتر الله. الإثْبات : إقامة أحكام العبادة الحميدة، بِحقّ إظهار الله. والمَحْو ثلاثة أنواع: مَحْو الزّلّة عن الظواهر، ومَحْو الغفلة عن الضمائر، ومَحْو العلّة عن السّرائر. وفيه إثبات المُعامَلات، والمُنازَلات، والمُواصَلات. والمَحْق فوق المَحْو، لأنّه لا يُبْقي أَثَرا.
  • (السَّتر والتَجلّي) السَّتر : حضور القلب دون مُكاشفة أو مُشاهدة. وحقّه النظر في الآيات. التّجلّي : ظهور أنوار المُكاشفة أو المُشاهدة في القلب. وحقّه الخشوع.
  • (المُحاضَرة والمُكاشَفة والمُشاهَدة) المُحاضَرة : حضور القلب بالذّكر والعقل، دون مكاشفة أو مشاهدة. وحقّها النظر في الآيات. المُكاشَفة : حضور القلب بِنعت البيان، دون افتقار إلى النظر في الآيات. وحقّها العِلم والبَسط والدّنوّ. وأما المَشاهَدة : وجود الحقّ من غير بقاء تُهمة. وحقّها الوجود أو جمع الجمع أو الفناء أو المَحو.
  • (اللّوائِح واللّوامِع والطّوالِع) اللّوائِح : ما يظهر من الكشف خلال المحاضرة (السّتر)، مرّة سريعا، كالبرق. اللّوامِع : ما يظهر من الكشف خلال المحاضرة (السّتر)، مرّة ثمّ مرّة، كالنجم. الطّوالِع : ما يظهر من الكشف خلال المحاضرة (السّتر)، مدّة بازغا، كالشمس.
  • (البَوادِه والهَواجِم) البَوادِه : ما يَرِدُ على القلب فجأة، وارِد فرح أو قرح. الهَواجِم : ما يَرِدُ على القلب جملة بِقوّة الوقت (حال الانشغال)، من غير تصنّع. ساداتُ الوَقت : من لا تغيّرهم البَوادِه والهَواجِم.
  • (التّلْوين والتّمْكين) التّلْوين : تغيّر العبد من حال إلى حال، زيادة أو نقصانا. التّمْكين : الثبات على الحال، قالوا: وأعلى التّمْكين: حال الوصول والاتّصال بِحال الحقّ. وأَمارَتُه انخِناس أحكام البشريّة واستيلاء سلطان الحقيقة. وهو بذلك قد يُرادِف المَحو والوجود وجمع الجمع والفناء.
  • (القُرب والبُعد) القُرب : نوعان: قرب بالفرائض، ثمّ قرب بالنوافل. البُعد : نوعان: بعد عن التوفيق (عن الطاعة)، وبعد عن التحقيق (عن العِرفان). ومن ثمرات القُرب: الاتّقاء، ثمّ الوَفاء، ثمّ الحَياء، وقُرب الحقّ سبحانه من العبد ثلاثة أنواع: من الناس عامّة بِالعِلْم والقدرة، ومن المؤمنين باللطف والنصرة، ومن أوليائه بخصائص التّأنيس والتّحبيب والتّفهيم والتّأييد. وقُربه سبحانه يوم القيامة: بستر الذنوب، والإذن بالنّظر إليه. قالوا: رؤية القُرْب حِجابٌ عن القُرب.
  • (الشّريعة والحَقيقة) الشّريعة : قيامٌ بما أَمَرَ (العبودية). والحَقيقة : شُهود لما قضى وقَدّر (الربوبية). والشريعة حقيقة لأنّ الشرائع حُقّت بأمر الله، والحقيقة شريعة لأنّ المعارف شُرعت بأمر الله.
  • (النَّفَس) فالنّفَس: تَرويح القلوب بِلطائف الغيوب. ومَحلّه السّريرة، وهو أرقى من الحال، والحال أرقى من الوقت، قالوا: أفضلُ العبادات عَدّ الأنفاس مع الله تعالى.
  • (الخاطِر والوارِد والشاهِد) الخاطِر : خِطاب يَرِدُ على الضمائر. وهو أربعة أنواع: الهاجِس: من النّفس. وهو مِلحاح، والوسواس: من الشيطان. وهو رَواح. (إلى غيره) والإلهام: من المَلَك. قد يُخالفه العبد، وخاطِر الحقّ: من الله. لا يُخالفه العبد، قالوا: كلّ خاطِر لا يَشهد له ظاهِر فهو باطل، وقالوا: مَنْ كان أكلُه من الحرام، لمْ يُفرّق بين الوسوسة والإلهام، والروح لا تُخاطِب. والوارِد نوعان: وارِد خاطِر، ووارِد حال، وارِد الخاطِر: ما يَرِد على القلوب من الخواطر المحمودة، وارِد الحال: ما يرد على القلوب من أحوال: خوف، رجاء، قَبْض، بَسْط. فالوارِدات أعمّ من الخواطِر من جهة الأحوال، والخواطِر أعمّ من الوارِدات من جهة الخواطِر المذمومة، والشاهِد : ما كان حاضرَ قلب العبد بِالذّكر والعقل. يُقال: فلان بِشاهد العِلم، فلان بِشاهد الوَجْد …
  • (اليَقين وعِلم اليَقين وعَين اليَقين وحقّ اليَقين) اليَقين : العِلم دونَ رَيْب، عِلم اليَقين : هو اليَقين، بِشرط البُرهان، عَين اليَقين : هو اليَقين، بِشرط العِيان، حقّ اليَقين : هو اليَقين، بِشرط العِرفان/ بِشرط الإيمان.
  • (القَلْب والنّفْس والرُّوح والسِّرّ) tالقَلْب : مَحلّ المَعار، والنّفْس : مَحلّ الأوصاف المذمومة. مثل: الكِبْر والحَسد، وأما الرُّوح : مَحلّ الأوصاف المحمودة. مثل: المحبّة، والألفة، وأما السِّرّ : مَحلّ المُشاهدة. ويُطلَق على ما يكون خفيّا بين العبد وربّه. قالوا: السِّرّ ألطف من الرُّوح، والرُّوح أشرف من القلْب، ويقولون: الأسرار مُعْتَقة عن رِقّ الأغيار، ويقولون: صُدور الأحرار قُبور الأسرار، ويقولون: السّرّ ما لَك عليه إشراف، وسِرّ السّرّ ما اطّلع عليه الحقّ وحده سُبحانه.

والحمد لله ربّ العالمين.

أسامة بن محمد الكيحل
1444 هـ – 2023 م
تمارة، المغرب.

الحفل الختامي لأكاديمية الدراسات الاسلامية

تحت شعار: (بالقرآن تحلو الحياة)، تنظم أكاديمية البشير للدراسات الإسلامية التابعة لمؤسسة الحاج البشير القرءانية بمدينة تمارة يوم الجمعة 28 يوليوز الحالي الحفل الختامي السنوي لبرنامج الدراسات الإسلامية لتكريم طلبة الفوج2021-2022.

كما ستندم يوم السبت 29 يوليوز 2023 عرس سلطان الطلبة وهو تقليد سنوي دأبت مؤسسة الحاج البشير الخاصة للتعليم العتيق على تنظيم في نهاية كل سنة دراسية وسيتم الاحتفاء بكوكبة من الخاتمين لحفظ القران الكريم من الصغار والكبار، برسم الموسم الدراسي 2022-2023.

الفقيه العوني الزاوية في ذمة الله

توفي ظهر يوم أمس السبت، الفقيه العوني الزاوية بعد صراع مرير مع المرض، حيث كان يرقد الفقيد بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، منذ فترة لمتابعة العلاج، في قسم الإنعاش.

ولد الفقيه العلامة العوني الزاوية سنة 1950 بالعونات بإقليم الجديدة حيث تابع دراساته العلمية العتيقة، بعدد من المدن واستقر به الأمر في أواخر السبعينات إماما بعمالة الصخيرات تمارة، وانخرط في مركز جامع السنة بالرباط ليتلقى العلوم العديدة على يد علماء مشهود لهم بالعلم والريادة، أمثال الشيخ المكي الناصري ومحمد يسف ومحمد بربيش وغيرهم.

شغل الشيخ الزاوية عددا من المهام العلمية والدينية ، محفظا للقرآن الكريم، وواعظا تابعا للمجلس العلمي بعمالة الصخيرات تمارة، وتم تعيينه عضوا بالمجلس العلمي المحلي لتمارة، كما ساهم الفقيد في تكوين جيل من الباحثين والعلماء حيث عمل أستاذ بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات، وذاع صيت الزاوية كثيرا عبر برامجه العلمية بقناة وإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم.

وكانت للفقيد دروس منتظمة بأكاديمية البشير للدراسات الإسلامية أخذ عنه فيها خلق كثيرا علوما عديدة وفنونا مديدة.

وقد امتاز الفقيد العوني الزاوية بحسن خلقه، وأدبه وذوقه، كما عرفه من عايشه بذكائه الحاد، وتواضعه الكبير، وشفقته ورحمته بالناس، وكان رحمه الله مع ذلك كله، عميق الفكرة، غزير العبرة، وصف أحدهم كلامه بالسهل الممتنع، يجمع بين الجد والنكتة، والبساطة والبلاغة، والترغيب والترهيب.

وقد كرس العوني الزاوية حياته كلها في خدمة دينه ووطنه، رحم الله الفقيد وأسكنه الفردوس الأعلى .

وإنا لله وإنا إليه راجعون…

لماذا نصوم ؟ (2): البعد الإنساني في الصوم

في مقالنا السابق أكدنا أن وجود الأثر العميق للتدين في واقعنا لا يتحقق إلا بالتأكيد على أهمية عرض الإسلام وأحكامه في عصرنا عرضا علميا ومقاصديا، يبرز الحكمة والقصد من التشريع، وأكدنا على أن شهر رمضان أصبح يمارس عند غالبية الناس على نحو يجرده من روحه الدينية العميقة المبنية على الفاعلية وعمق الاختيار، وليس على المفعولية وتقليد أهل الدار.

كما تناولنا في المقال السابق أيضا الحِكمة والمقصد الأول من ركن الصيام، وهو البعد الإنسانية، حيث تتجلى بوضوح مشاركة الصائم للآخرين الهموم ومتاعب الحياة، والعمل على التخفيف عن المقهورين، ومساندة المغلوبين، وبينا بكل أسف أن ممارسة المسلمين اليوم في شهر رمضان، لا تعكس مع الأسف الشديد روح الإنسانية في الإسلام، بدليل ارتفاع نفقات الطعام والشراب لدى الصائم، والإكثار من الاستهلاك الكمي والنوعي، إن على مستوى الطعام أو على مستوى إنتاج البرامج الإعلامية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، في وقت يعاني منه العالم الإسلامي سورة في توزيع الثروات، وهشاشة مادية وفكرية كان من المكن أن يكون شهر مضان رافدا من روافد معالجتها وتجاوز تحدياتها.

وبعد مقصد البعد الإنساني للصيام نقترح أن نعرض في هذا المقال إلى المقصد الثاني في سلسلة مقاصد الصيام، ألا وهو مبدأ الحرية والتحرير.

فالصيام مدرسة لترسيخ حرية الإنسان من شهوات ذاته وكبح جماح الرغبات السلبية لنفسه، ليتعلم كيف يقود الذات، ويتحكم في قيادتها نحو العطاء، ومعنى ذلك أن الصوم يبني الإنسان من جديد، ويساهم في تجديد العنصر الأول في إنشاء العمران
وحين أن الإنسان حينما ينجح في تجاوز شهوة نفسه، ويتمكن من تحقيق التوازن في القلب والقالب، والفكر والجسد، والمادة والروح، فإنه يصبح إنسانا مؤهلا للفعل الحضاري والبناء العمراني من زاوية الفاعلية.

يقول الدكتور مراد هوفمان: (وبالنسبة لي لعل أهم أثر جانبي لصوم رمضان أن اختبر ما إذا كنت ما أزال سيد نفسي أم أننى صرت عبدا لعادات تافهة، وما إذا كنت ما أزال قادراً على التحكم في نفسي أم لا؟ وأتمنى أن يكون فرحا وليس غرورا ذلك الذي أشعر به بعد انتهاء آخر أيام رمضان أي عند صلاة المغرب، من أننى استطعت بعون الله أن أصومه).

عندما أرقب إدمان المسلمين في رمضان للبرامج الإعلامية الترفيهية التافهة بل والهادمة للقيم، وانشغالهم بها عن اغتنام ساعات رمضان الغالية، أقول: هل استطاع صيامنا أن يبنينا ويعيد ولادتنا من جديد كما هو مطلوب؟!
إن الصائم إذا نجح بالصيام في تحرير نفسه من هواها، صار قادرا على البناء والتغيير المنشود.

من المهم أن يتعلم الصائم كيف يختار وهو حرّ.. ومن المهم جدًا أن يكون تعلّم كيف يختار نتائج حريته بوعي، فالمستقبل قابع في نوعية اختيارات اليوم، ولا مجال للانخداع بمجرد أننا نقوم بعملية اختيار ما، فهذا شأن غير الواعين بحقيقة الحرية ومعالم ممارستها.

لماذا نصوم ؟ (1): البعد الإنساني في الصوم

شهر رمضان خير ما يفرح به المؤمن ، كيف لا ؟ وقد مدَّ الله له في عمره ليبلغه هذا الشهر الكريم ليكون فرصة لرفع الدرجات وزيادة الحسنات وتحقيق المقاصد والغايات.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يفرح إذا دخل رمضان، وكان من هَديه -عليه الصلاة والسلام- توجيه الناس إلى خيرَي الدُّنيا والآخرة، وحَثّ الناس على استغلال أوقات هذا الشهر بحَثّهم على فِعل الخيرات، وتشجيعهم على الإكثار من الطاعات.

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستعد لرمضان، وينير المساجد بالقناديل، وجمع الناس على صلاة التراويح لقراءة القرآن، وبعد موته قال علي بن أبي طالب: نوّر الله لك يا ابن الخطاب في قبرك كما نوّرت مساجد الله بالقرآن.

شهر رمضان فرصة ذهبية عظيمة يحرص عليها العاقل، ويشمّر لها الفطن، كان يحيى بن أبي كثير يدعو ويقول: “اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم لنا رمضان وتسلمه منا متقبلا”، ويقول الحسن البصري رحمه الله: “إن الله جعل شهر رمضان مضمارًا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا! فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون! ويخسر فيه المبطلون!”.

وربّ سائل يسأل لماذا نصوم؟
وهو سؤال وجيه يتكرر كثيرا على ألسنة الشباب والمهتمين، في عصر نشأ الناس في بيئة مفتوحة، والتي تريد أن تعقل كل شيء ولا تقبل الفكرة قبل معرفة المقصد والحكمة.

والملاحظ أن القرآن الكريم حافل بذكر العلة والغاية وبيان الحكمة من أحكام التشريعات، فقد بين أن الحكمة من الصيام تحقيق التقوى فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة: 183، وأن الحكمة من الصلاة الذكر والصلة بالله، فقال: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} العنكبوت: 45، وأن مقصد الزكاة والصدقة تطهير النفس من الشح فقال: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} التوبة: 103، وأن الحكمة من الحج ذكر الله وشهود المنافع وتحقيق المنافع الحسية والمعنوية فقال: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} الحج: 28.

وإننا نعتقد أن الخطاب الديني اليوم بحاجة ماسة إلى تجديد وسائله وطرق عرضه للدين وشريعته، عبر اعتماد خطاب يؤكد على روح الشرع وفلسفة الأحكام وعلتها، في وقت بدأ التشكيك في المسلّمات الدينية، وانتشرت الأفكار التي تضع كل شيء تحت البحث ومجهر المختبر.
ونحن نؤمن أن أحكام الدين كلها مبنية على الحكمة ومعقول المعنى، لكنها حكمة تظهر لأناس وتخفى على غيرهم، مما يستوجب إدامة البحث واستخدام النظر والبحث.

ومما يؤسف له أن موروثنا الفقهي، وحاضر الخطاب الديني طغى عليه التركيز على صور العبادات وتصحيح أشكالها ومبانيها، على حساب بيان روحها ومعانيها، وقد نتج عن هذا غياب أثر العبادة وروحها في واقع المسلمين، وأصبح الناس يمارسون مختلف العبادات كالصلاة والصوم والحج وغيرها على نحو يجردها من مغزاها وبعدها الحقيقي، وأصبحت جزءا مظهريا متحررا من روح الشريعة وإنسانية الإنسان.

وعودا على السؤال المطروح في عنوان هذه المقالة، لماذا نصوم ؟

نقول إن مقاصد الصيام التي تؤكد على حقيقته وإعجازه وصلاحيته كثيرة، نضع بين أيدي القارئ بعضا منها، لتكون للمؤمن سببا لزرع الطمأنينة والثقة في دينه ليزداد إيمانا، {قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} البقرة: 260ـ وتكون كذلك لغير المؤمن سببا في الانفتاح على دين الإسلام بطريقه تعتمد التفكير عوضا عن التقليد في الحكم له أو عليه.

وحِكم الصيام ومقاصده كثيرة يمكن أن نتدارس اليوم حكمة نطلق عليها مقصد الصوم الإنساني، وذلك أن يجوع الصائم ويجاهد نفسه لبعض الأوقات فيتولد بذلك عنده الشعور بمن يجوع كل الأوقات، وتكون نتيجة ذلك الإحساس السعي إلى مدّ يد العون إلى الجائعين ومحاربة كل أشكال التمييز المادي في المجتمع، وتحقيق المساواة بين الناس، خصوصا إذا علمنا أن البشرية تفقد كل يوم حوالي 21 ألفا يموتون بسبب الجوع، جزء مهم منهم في العالم الإسلامي.

إننا نؤكد أن المقصد الإنساني حاضر في روح دين الإسلام في كل العبادات، ففي الصلاة تحضر مساواة الأجسام لا يتقدم إنسان على إنسان، فالكل سواء، وفى الصوم مساواة البطون، لا يمتاز فيها بطن على بطن، وفى الزكاة مساواة في الأموال لا تمتلئ في جيب وتفقر منها في جيب، وفى الحج مساواة في اللباس لا يتميز لباس عن لباس.

ومعنى ما سبق أن إنسانية الإسلام ظاهرة واضحة في تشريعات الصوم وأحكامه، غير أن واقع المسلمين وممارساتهم اليوم في شهر رمضان، لا تعكس حضور هذا المعنى؛ فقد أصبح شهر رمضان أكثر شهور السنة التي ينفق فيها على الطعام والشراب، حتى صارت بطون الصائمين تتألم من كثرة الطعام بعد الإفطار.

في شهر رمضان اليوم يرتفع استهلاك الأغذية بدلا من أن ينخفض، أما ما ينخفض بالتأكيد فهو مردودية الإنتاج والعمل.
إن إنسانية الإسلام ظاهرة واضحة في تشريع الدين الإسلامي وأحكامه، غير أن المسلمين اليوم لم ينجحوا في تجسيد هذه القيم والحكم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.

وإنني لأتساءل بحق، ماذا لو رفع المسلمون في العالم شعار: (أجود الناس) وقاموا بجمع الأموال الفائضة عنهم في الإنفاق على الطعام خلال شهر رمضان، وإيصالها للجائعين والفقراء والمحتاجين وعالجوا الهشاشة والفقر المستشريين في عالمنا الإسلامي.

مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف

الإثنين 8 رجب 1444 / 30 يناير 2023

المهام الرئيسية:

تتولى مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف المهام التالية:

  • القيام، بأمر إعادة نسخ المصحف الشريف برواية ورش عن نافع وفق القواعد المعتمدة في علوم الرسم والوقف والضبط والقراءات.
  • الإشراف على طبع المصحف الشريف، والعمل على نشره وتوزيعه.
  • الإشراف على تسجيل تلاوة المصحف الشريف ولاسيما برواية ورش عن نافع عن طريق استعمال مختلف أنواع الدعائم المتعددة الوسائط.
  • الترخيص للأشخاص الذاتيين والاعتباريين الراغبين في طبع المصحف الشريف أو في توزيعه.
  • القيام بأعمال المراقبة والتدقيق للنسخ المطبوعة أو المسجلة من المصحف الشريف، لضمان سلامتها من الأخطاء، وللتأكد من حصولها على الترخيص المشار إليه في البند 4 أعلاه، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لحجزها ومنعها من التداول عند الاقتضاء، علاوة على حفظ حق المؤسسة في اتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة تطبيقا للقوانين الجاري بها العمل.
  • إقامة علاقات تعاون مع المؤسسات والهيئات العامة والخاصة على الصعيدين الوطني والدولي قصد مساعدة المؤسسة على تحقيق أهدافها.

الظهير المؤسس

الظهير الشريف رقم 1.09.198 الصادر في 8 ربيع الأول 1431 (23 فبراير 2010)

للاتصال بالمؤسسة

  • العنوان: زاوية شارع عبد الله ابن ياسين وزنقة ابن زيدون، المحمدية
  • الهاتف: 05.23.31.85.10
  • الفاكس: 05.23.31.85.11
  • الموقع الالكتروني: http://mushafmohammedi.com

تنديد واسع بسماح السويد بحرق المصحف الشريف

توالت ردود الفعل العربية والإسلامية والأجنبية المنددة بسماح السلطات السويدية، اليوم السبت، لزعيم حزب “الخط المتشدد” الدانماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام السفارة التركية في ستوكهولم.

وأدانت منظمة التعاون الإسلامي “بأشد العبارات حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد“، واعتبرت ذلك “عملا استفزازيا يستهدف المسلمين ويهين قيمهم المقدسة“، وقال أمين عام منظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه: “إن هذا الفعل يشكل مثالا آخر على المستوى المقلق الذي وصلت إليه الإسلاموفوبيا، داعيا السلطات السويدية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد مرتكبي جريمة الكراهية هذه“.

عدوان صادر عن الجهل:

من جهته، عبّر المجلس العلمي الأعلى عن إدانة المملكة المغربية الشديدة للحادثة، مؤكدا على موقف الرباط الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف، كما استنكر المجلس العلمي الأعلى، الذي يترأسه أمير المؤمنين الملك محمد السادس، جريمة إحراق المصحف الشريف بستوكهولم يوم السبت الأخير، وفي ما يلي نص بلاغ المجلس العلمي الأعلى الصادر اليوم الأحد بهذا الخصوص:

إن المجلس العلمي الأعلى الذي يترأسه أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعزه الله، وبعد أن علم بما ارتكبته أيد متطرفة في عاصمة السويد من القيام بإحراق المصحف الشريف، يعلن ما يلي:

استنكار هذه الجريمة بأشد عبارات الإدانة؛ واعتبار القيام بإحراق المصحف الشريف عدوانا صادرا عن الجهل بالقيم الإنسانية المثلى التي يدعو إليها القرآن الكريم؛ واستنكار التواطؤ الذي قد يكون صاحب هذا الأمر بأي شكل من الأشكال؛ والاستغراب الشديد لأن يكون هذا الفعل الشنيع قد وقع في بلد يدعو إلى مبادئ السلام والتعايش في العالم؛ واعتبار هذه الجريمة مسيئة إلى المسلمين ومستفزة لمشاعرهم؛ واعتبار هذه الجريمة غير قابلة لأي تبرير مهما كان.

وعلى أساس كل هذه الاعتبارات، فإن المجلس العلمي الأعلى يتوقع القيام بالإجراءات التي تبين لعقلاء الناس في كل مكان أن هذا الفعل الشاذ إنما هو صادر عن الجهالة التي ينبغي أن يتعاون الحكماء على التقليل من آثارها المدمرة.

فضل العفو والإصلاح بين الناس

سنتطرق في هذه المقالة -بإذن الله- إلى موضوع مهم نحتاجه جميعا بلا استثناء، وما ذاك إلا لأنه انتشر بين الناس، وعمت الفرقة بينهم، حتى دب الأمر إلى الأسرة الواحدة، بل إلى الولد مع أبويه فضلا عن الجيران والأقارب، إنها النفرة، وفساد ذات البين بين الناس، ولو فتشت عن سبب القطيعة والنفرة لوجدته هينا، ولكن الشيطان نفخ فيه وفخمه، وباعد بين الطرفين، ولضعف الإيمان وجد الشيطان قابليةً له بين الناس فأصبح يحرش بينهم، ويفرق الأواصر، ويقطعها.

أخرج مسلم في صحيحه من حديث جابر، قال صلى الله عليه وسلم: “إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم”، يعني قدر على التحريش، ونجح فيه.

الناس في الفرقة والقطيعة بين اثنين ظالمٍ معتد، ومظلومٍ معتدى عليه، ويعظم الاعتداء والظلم من شخص لآخر، فيبدأ بكلمة لا تليق، وينتهي بالقتل، فإذا دبت الفرقة بين الطرفين دخل الشيطان بينهما؛ فإن كان سبب الخلاف من أمور الدين، فلا صلح بين الطرفين إلا بالدين، بأن ينزع العاصي، ويزول المنكر، وأما إن كان السبب من أمور الدنيا، فالهجر بينهما محرم لا يجوز وخيرهما الذي يعفو ويصفح، ويبدأ بالسلام.

أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي أيوب قال صلى الله عليه وسلم: “لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”.

أسباب الهجر ووقوع الخلاف:

للهجر بين الناس ولوقوع الخلاف بينهم في مجتمعنا أسباب وعوامل؛ فمن أهمها:

  1. إطلاق اللسان بالكلام على عواهنه بلا تروٍ يفسد بين الناس؛ كما قال تعالى: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا﴾ [الإسراء: 53]، فمن لم يتكلم بالتي هي أحسن فإن الشيطان ينزغ بينهم بالإفساد والقطيعة، حتى ولو لم يكن المتكلم يقصد ما وقع في قلب الآخر، بل إن مجرد كثرة الكلام مع الآخرين خصوصا إذا مزجت بالمزاح يدس فيها الشيطان ما يفسد العلاقة، ويوغر الصدور.
  2. العتاب بالكلام الذي يقع بين المسلمين أمام الناس، فإنه يوغر الصدور، ويطيل زمن الفرقة، وللشيطان فيه نصيب كبير.
  3. سوء الظن بالآخرين، فتجد المرء يحمل كلام أخيه على أسوء المحامل، مع أنه يجد لها في الخير محملا.
  4. ضيق النفس، وعدم التحمل، والواجب على الجميع أن يعفوَ ويصفح? عن زلات أخيه، ولو أخطأ عليه، وعليه أن يجعل مناصحته له تكون سرا، فكما أنك قد تزل أحيانا بما لا يليق، فالناس كذلك يزلون، فلتتسع صدورنا للآخرين، ولنمح زلاتهم، فعما قليل يراجعون.
  5. سوء الخلق من البعض، فبعض الناس يعيش بأخلاق سيئة، فلا يحتمله الناس ولا يقبلونه، وتجده في عداء مع الكثير من الناس، فمن أحب أن يقل شانؤوه، ويكثرَ محبوه، فليحسن خلقه، وليبدأ بالكلمة الطيبة، وليتجنب ألفاظ السوء، فضلا عن أفعاله، فإن المسلم مطالب أن يحسّن معاملته في كل شيء، بدأ بمعاملته مع الله -سبحانه- في أدائه لعباداته، ونهاية بالحيوانات، قال تعالى: ﴿وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195].
  6. نقل الكلام بين الناس، ألا وهي النميمة، فالنمام يفسد في ساعة مالا يفسده الساحر في سنة، ولهذا حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- منها، وسماها العَضْه، أخرج مسلم في صحيحه من حديث ابن مسعود مرفوعا: “ألا أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة القالة بين الناس”، وصدق الله العظيم القائل: ﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [النساء: 114].
  7. مخالفةُ الهدي النبوي في المعاملة بين الناس، وذلك كمناجاة الرجلين دون الثالث، وعدم إجابة الدعوة، وعدم إفشاء السلام، وعدم التواصل والزيارة، خصوصا للمرضى والمحاويج.

دور التقريب وأهمية العفو:

لا بد من الإشارة إلى أن أحسن الناس من كان مفتاحا لكل خير، مغلاقا لكل شر، يسعى بين الناس للإصلاح، وذلك من أعظم الطاعات، فلقد كان من شأن النبي -صلى الله عليه وسلم- الإصلاح بين الناس، ومن عظيم فضل الإصلاح بين الناس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أباح الكذب فيه، أخرج البخاري ومسلم من حديث أم كلثوم بنت عقبة مرفوعا: “ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس، فينمي خيرا ويقول خيرا”.

وفي الجهة المقابلة يجب علينا عندما يخطئُ علينا أحدٌ من الناس أن نسعى إلى العفو والصفح؛ لأننا نرجو ثواب الله، ونغلب جانب الخير فيمن أخطأ علينا، ونتذكر حسناته الكثيرات، ونسمح عن السيئات القليلات في حقنا، ولنعلم أن من صفات الله أنه العفو؛ كما قال تعالى: ﴿إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾ [النساء: 149].

ولهذا كان من أعلى خصال النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه يعفو عمن ظلمه، وهكذا الصحابة من بعده فمن القصص التي سطرها التاريخ وكتب أهل العلم عن عفو النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما أخرج البخاري ومسلم من حديث أنس قال: كنت أمشي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، ثم قال: “مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه، فضحك، ثم أمر له بعطاء”.

أخرج البخاري في صحيحه من حديث عبد الله -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم حنين آثر النبي -صلى الله عليه وسلم- أناسا في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسا من أشراف العرب فآثرهم يومئذ في القسمة، فقال رجل: والله إن هذه القسمة ما عُدل فيها، وما أريد بها وجه الله، فقلت: والله لأخبرن النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتيته فأخبرته، فقال: “فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله، رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر”.

وإن ننسى من المواقف الكثيرة، فلا ننسَ عفوه عن أهل مكة عندما فتحها، فهؤلاء القوم هم الذين طردوه من بلده، وسبوه، وسبوا ربه، وصدوا عن سبيل الله، ووصفوه بكل وصف قبيح، فلما قدر عليهم، قال: “أذهبوا فانتم الطلقاء”.

ومن عفو أصحابه من بعده: قصة أبي بكر مع مسطح بن أثاثة الذي خاض في عرض عائشة، وقذفها بالزنا، وكان أبو بكر ينفق عليه، فلما فعل ما فعل قطع النفقة عنه وحلف أن لا يعطيه بعدها شيئا، فأنزل الله: (وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[النــور: 22] فلما سمعها أبو بكر رد النفقة عليه، وكفر عن يمينه، وقال: “بلى، والله إني أحب أن يغفر الله لي” [والحديث في البخاري]، ومن فوائد هذا الحديث: أن من أراد أن يعفو عنه الله فليعف عن الناس، فالجزاء من جنس العمل.

إن الذي يصدر منه الخطأ تجاهنا لا يخلو من أن يكون عاقلا، فهذا نحتمل خطأه لعقله، أو حاسدا، فهذا نعرض عنه ليحرق قلبه، أو جاهلا، فهذا نعرض عنه لنسلم من شره؛ كما قال الأول:

يزيد سفاهة فأزيد حلما *** كعود زاده الإحراق طيبا

وقال الآخر:

إذا نطق السفيه فلا تجبه *** فخير من إجابته السكوت

إن الذين يصرون على هجران إخوانهم بسبب ملاحاة بينهم، أو سوءِ عشرة، هم يطيعون الشيطان، ويعصون الرحمن، فضلا على أنهم يحرمون أنفسهم من خير عظيم، وهبه الله للناس في كل أسبوع؛ أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة مرفوعا: “تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين: يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا”.

ونحتم بالدعوة إلى ضرورة مراجعة أنفسنا، ومواصلة كل من قاطعناه من أجل الدنيا، فالدنيا فانية، وليست بأهل أن يتشاجر عليها الناس.